في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل . هو فنان مبدع راقٍ.. صاحب موهبة فريدة وإطلالة محببة وصوت مميز، علي مدي أكثر من نصف قرن حافظ علي حب واحترام جمهوره.. وأصبح وجود اسمه فوق أي عمل فني هو ضمان للجودة والرقي. وبعيدا عن الفن هو زوج محب وأب مثالي.. وجد يعشقه أحفاده.. وهو أيضا عاشق للقراءة والموسيقي واليوجا.. يلتزم بكلمته ووعوده.. ومواعيده مظبوطة بالثانية! ......... مع حفيده عمر.. ووسط مقاطعات دائمة من المعجبين والمعجبات من كل الأجيال دار حوارنا: أنا من دمياط مواليد برج الحوت..عشت فيها حتي سن 7 سنوات.. وكل ما أذكره ميدان سوق الحسبة الذي يرجع تاريخه لعهد المماليك..كان والدي مدرسا للغة العربية.. وكنا في المنزل نتحدث بالفصحي.. وهذا سر تفوقي في التمثيل باللغة العربية.. وكان ترتيبي السادس بين اخوتي السبعة. ......... انتقلنا للقاهرة مع أبي وعمري 7 سنوات وعشنا في منطقة جميلة اسمها درب البرابرة بشارع الجيش..وبعدها بعام توفي أبي..وتولي رعايتنا عمي وأمي وشقيقي الأكبر المستشار محمد ناهيد..وكنت أعمل في الصيف لأساعد في النفقات »لكن الترابط بين الأهل والأصدقاء والجيران كان بيهوّن الظروف الصعبة.. ولسة فاكر صديق والدي محمد الخياط.. كان عنده محل في العتبة.. وكان كل عيد يجيب لنا ملابس جديدة أنا واخواتي»..وبابتسامته الساخرة يكمل:»دلوقت أنا ساكن في عمارة كبيرة من زماااان..ولحد النهاردة معرفش مين اللي ساكن جنبي» ..................... أمي كانت لا تقرأ ولا تكتب.. لكنها صاحبة شخصية قوية..تأثرت بها كثيرا.. وورثت عنها خفة الظل وسرعة البديهة.. وحينما توفي أبي.. كانت الأب والأم..وكانت بمائة رجل. ....................... »مش هتصدقي..اني كنت خجول جدا وأنا صغير.. وعمري ما تخيلت أكون ممثلا.. لكن الفضل يرجع لمدرب التمثيل في مدرسة خليل أغا».. رآني وأنا أقلد الممثلين فطلب مني الالتحاق بفريق التمثيل.. رفضت.. لكنه ظل يطاردني حتي أقنعني..وأول مسرحية مثلت بها.. أخذت الجائزة الذهبية علي مستوي الجمهورية. ....................... رغم حبي للتمثيل التحقت بآداب عين شمس فلسفة واجتماع..و قضيت بها عاما.. لكني لم أستطع التواصل..» ولما قلت لأخويا المستشار إني عايز أدخل معهد الفنون المسرحية.. سخر مني.. وقال لي انت خجول مش هتنفع.. لكن أمي شجعتني وخلتني أثق بنفسي»وفعلا التحقت بالمعهد.. ونجحت بتفوق وطلبني الفنان أحمد حمروش للمسرح القومي.. الذي كان وقتها حلما لأي طالب بالمعهد.. وامتحنت ونجحت. .......... حينما دخلت القومي تصورت أني هلعب بطولات.. لكني فوجئت أن دوري في أول مسرحية هو جملة واحدة أمام الرائع حسين رياض.. وأمام انبهاري بأدائه كدت أنسي الجملة.. وفوجئت به بعد العرض يهنئني قائلا: »هتكون ممثل كويس».. وكانت الجملة دي أحلي تقدير وتشجيع في بداية حياتي الفنية. ...................... زوجتي سلوي الرافعي كانت ممثلة..التقينا في مسرحية طيور النورس..أحببتها من أول لقاء.. وفضلّت الاعتزال ارضاء لي.. أمّا حماتي فكانت أعظم حما في الدنيا.. كانت دائما تقف في صفي..وكانت تحب سماعي وأنا أقرأ القرآن الكريم..وكانت أيضا ممثلة اسمها فيفي سعيد.. وفي رأيي أنها من أفضل من قدمن دور الأم.. ...................... عندي ثلاثة أبناء وتسعة أحفاد..والحمد لله »عرفت أربي..وربنا أكرمني فيهم كل الكرم».. أرسلتهم جميعا للتعليم في الخارج والحمد لله. سحر درست ادارة الأعمال في انجلترا.. ومي حصلت علي الدكتوراه في اللغويات من جامعة مونتريال.. وتعيش مع ابنائها في كندا. .............. ابني احمد ورث عني حب الموسيقي واحترف أيضا.. تخرج الأول في الكونسرفتوار.. فمنحته ألمانيا منحة لدراسة الموسيقي لموهبته الكبيرة..وأصبح من أشهر عازفي البيانو في العالم حتي أن ألمانيا منحته الجنسية الألمانية.. ولديه ابنتان نابغتان بهرتا العالم.. أميرة11سنة.. ومريم 9 سنوات.. وهما من أصغر عازفي الكمان المحترفين.. وقاما بتقديم عروض عالمية عديدة. ...................... عندي هوايات كثيرة..أهمها ممارسة اليوجا التي تعلمتها من الفنان حسن يوسف منذ سنوات طويلة.. فأحببتها وقرأت فيها وأمارسها بانتظام حتي الآن.. من هواياتي أيضا عشقي للقراءة وللموسيقي الكلاسيك.. وخاصة أعمال بيتهوفن وتشايكوفسكي. .......................... أنا من أسرة متدينة.. أصلي وأصوم من صغري.. ولم أنقطع أبدا والحمد لله.. وأحرص علي اختياراتي الفنية.. وأرفض مشاهد الإسفاف.. وأنا راض رضا جميل عن كل ما حققته وأشعر دائما أن الله معي وعايش مرتاح والحمد لله. ............... رغم انني لم أحصل علي جائزة الدولة.. إلا انني سعيد بحصولي علي العديد من الجوائز علي أدوار ليست بطولة مثل الحجاج بن يوسف الثقفي.. والمعلم ابراهيم سردينة وأرض الخوف وغيرها.. وربنا أكرمني أيضا بحب واعجاب واحترام الجمهور.. وكفاية ان كل ما أمشي مع أولادي وأحفادي.. الناس توقفني وتقول لي انت فنان محترم.. دي أهم جايزة في حياتي».