أما »جولدا» مطلقة هذه الفضيحة وهذا الإحراج فهي »جولدا مائير» رئيسة وزراء اسرائيل وإحدي أبرز القيادات في تاريخ دولة الاحتلال، وأما حكايتها مع »جارة القمر» »الفنانة فيروز»، وكيف أحرجتها كما أحرجتنا فهي - ببساطة - أن السيدة »جولدا» هذه قالت ذات مرة بالحرف الواحد عندما تم وقتها إحراق المسجد الأقصي: »لم أنم طوال الليل، كنت خائفة جداً من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجاً أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، دون وقوع شيء، أدركت أنه باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده ونبتغيه فنحن أمام أمة نائمة!». قالت »جولدا» بمنتهي السعادة، وكأنها تسخر بنا، وتحرج الفنانة »فيروز» التي كانت قد غنت بأعلي صوتها الرائع، عندما سقطت القدس في أيدي الاحتلال: »الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع» - وبالمناسبة.. ما دمنا قد تذكرنا تلك الأغنية الشهيرة للفنانة الكبيرة. فإننا لا يمكن أن نتجاهل ما كتبه بعض شعرائنا الذين صدمتهم حقيقتنا العربية التي سجلتها بمنتهي السخرية »جولدا» إياها. - فمثلاً رد الشاعر الكبير نزار قباني علي فيروز قائلاً: »من أين العودةُ فيروزُ والعودةُ تحتاج لمدفع عفواً فيروزُ ومعذرةً أجراس العودة لن تقرع خازوقٌ دقّ بأسفلنا من شرم الشيخ إلي سعسع» ثم جاء صوت الشعر الفلسطيني »تميم البرغوثي» ليقول بنفس المشاعر القاتمة المحبطة، رداً علي فيروز وتعقيبا علي قصيدة نزار قباني: »عفواً فيروز ونزار فالحال الآن هو الأفظع إن كان زمانكما نشّع فزمان زعامتنا أبشع أوغاد تلهو بأمتنا وبلحم الأطفال الرّضع والموقع يحتاج لشعب والشعب يحتاج لمدفع والشعب الأعزل مسكين من أين سيأتيه المدفع» ثم انضم إلي التساؤل »شاعر عراقي» قائلا: عفواً فيروز ونزار عفواً لمكانكما الأرفع عفواً تميم البرغوثي إن كنت سأقول الافظع لا الأن الآن وليس غداً اجراس التاريخ تقرع بغداد لحقت بالقدس والكل علي مرأي ومسمع والشعب العربي ذليل ما عاد يبحث عن مدفع يبحث عن دولار أخضر يدخل ملهي العروبة أسرع وهنا يرد عليهم جميعاً الشاعر السوداني »قيس عبدالرحمن عمر» قائلاً: عفواً لأدباء أمتنا فالحال تدهور للأبشع فالثورة ما عادت تكفي فالسفلة منها تستنفع والغيرة ما عادت تجذبنا النخوة ماتت في المنبع لا شيء عاد ليربطنا لا عرق عاد فيترفع عفواً أدباء أزماني فلا قلم قد بات يوُحّد أمتنا والحال الآن هو الأبشع ومن سخرية القدر أن الأحداث تتكرر، ومواقفنا لا تتغير، واسرائيل سادرة في غيها، مصممة علي تنفيذ كل مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية وها نحن نري بأمّ أعيننا كيف حددت حكومتها مخططها لتهويد القدس، وتبنيالآن 2000 وحدة استيطانية بالقدسالشرقية، وتغلق »المسجد الأقصي» لمنع المسلمين من صلاة الجمعة فيالحرم الشريف، وتقتل وتصيب العشرات والمئات الذين حاولوا دخول المسجد لأداء فريضة الصلاة، وهدف تل ابيب مكشوف للقاصي والداني وهو »السيطرة المطلقة» علي القدس والأقصي، يتم ذلك كله وسط صمت عربي ذليل، أو عبارات جوفاء نرددها للتعبير عن استياءنا، وندعو من خلالها المجتمع الدولي لينوب عنا بأن يتحرك لردع تل أبيب، ونحن نعلم مسبقاً أنه لن يتحرك خطوة واحدة لا تقبلها عزيزتهم اسرائيل، ولا يملك »الشيخ عكرمة صبري» خطيب المسجد الأقصي الا أن يقول »قضيتنا لن تموت رغم بطش الاحتلال» وكأنه يمكن أن يقول ما قالته دون جدوي مطربتنا فيروز »الغضب الساطع آت» وعلي فكرة نال الشيخ عقابا اسرائيليا فوريا بضربة اصابته وكادت تقتله حتي لا ينطق كلمة أخري ضد إسرائيل وحيث ان الواقع المؤلم المخزي مازال يفرض نفسه علينا، وما قالته »جولدا» إحراجاً وتشفياً في فيروز، لن يغادر أسماعنا وقلوبنا، ولو أنها مازالت علي قيد الحياة لكررت وصفها لنا بأننا أمة نائمة وربما كانت تسال فيروز »إيه الاخبار عن الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع؟». ويبدو أن فنانتنا الكبيرة »فيروز» - وهي تحتفل بعامها الثمانين دون أن تتحقق نبوءتها ودعوتها، وتأكدت أن الغضب الساطع لن يأتي، وبلغها إحراج »جولدا مائير» لها، قد آثرت أن تكون اغنيتها الجديدة حول ما تعانيه أمتنا العربية من صراعات وحروب أهلية وعنف متصاعد، مما أنهك وأضعف وأربك أمتنا، وبالتالي كتم صوت غضبنا، وجعل الأجراس لا تقرع،حيث تقول فيروز - بالعامية الشامية: لوين بدّنا نفلّ من كل اللي عم بيصير ما فينا نكفي ذل وقتل وخوف وتهجير بإيدينا عم نخرب كل اللي بنيناه لا حكم ولا كرسي لا دين ولا مصاري شو اللي ما نعنا نوحد اللي نحنا قسمناه يمكن أنا عم أحلم!!» »أمجاد يا عرب أمجاد؟!» لأن جيلنا وأجيالاً تالية كنا نعيش فترة ازدهار القومية العربية، وانطلاق أحلامنا، واطمئنان قلوبنا إلي أننا جديرون فعلاً بتحقيق طموحاتنا التي تليق بتاريخنا وانجازاتنا، رحبنا وصدقنا وآمنا بما حمله شعار »إذاعة صوت العرب» الذي ظل يردد علي مدي السنوات. »أمجد يا عرب أمجاد في بلادنا كرام أسياد» وهي الأغنية التي كتبها عبد الفتاح مصطفي ولحنها أحمد صدقي، وغناها كارم محمود مع المجموعة. وبنفس الثقة والتفاؤل، رحبنا ورددنا كلمات النشيد الذيكتبه أحمد شفيق كامل وأبدع تلحينه محمد عبدالوهاب وشاركه في غنائه أشهر المطربات والمطربين ومازالت كلماته ترن في أذهاننا: »وطني حبيبي الوطن الأكبر يوم ورا يوم أمجاده بتكبر وانتصاراته مالية حياته وطني بيكبر وبيتحرر حلو يا مجد يا مالي قلوبنا حلو يا نصر يا كاسي رايتنا حلوة يا وحدة يا جامعة شعوبنا حلوة يا أغلي نغم في حياتنا وطني يا زاحف لانتصاراتك اللي حياة المجد حياتك في فلسطين وجنوبنا الساهر حناكلّك حرياتك عفوا إن كنت قداستغرقت في الحديث القاتم عما جري لأحلامنا وطموحاتنا، واستعدت ما كان يملؤنا حماسا وتوهجاً واستعداداً لخوض الصعاب، والمؤكد أن حكاية »الغضب الساطع آت» و »أمجاد يا عرب أمجاد» و »وطني حبيبي الوطن الأكبر» تصطدم بعنف مع واقعنا العربي المتهالك المتشرذم الذي جعل أرضنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال ساحة مفتوحة لطائرات وجنود الدول الأجنبية يعيثون في أرضنا قتلاً وفساداً، ويفتحون لعصابات الإرهاب أبوابنا ونوافذنا، ونحن لا نملك إلا أن ننتظر بلهفة العجزة القاعدين ما تقرره لنا أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وإيران، تنفيذاً لمخطط الشرق الاوسط الجديد بمزيد من التمزيق والتفتيت. »المؤتمر الذي يهزم الإحباط» رحبتُ بالدعوة التي تلقيتها لحضور مؤتمر الشباب والمشاركة في تقييم تجربة »محاكاة الدولة والبرلمان» وكم اسعدني ان أعيش التجربة الرائعة لاحتضان الشباب وتجسيد إيمان الدولة بأنهم الحاضر والمستقبل، مما انعكس علي حماسهم في الإعداد والتنظيم للمؤتمر الذي استوعب آلافاً عدة من الشباب والشخصيات العامة، كما تأكدت قيمة التواصل بين شبابنا ووزرائنا ورئيسنا حيث اللقاءات المباشرة، والحوارات الساخنة، والمعلومات الدقيقة الصادقة التي توضح حجم الانجازات والمشروعات العملاقة، وتكشف أبعاد المواجهة الحاسمة للأزمة الاقتصادية كما عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي قادها بشجاعة واستعداد صادق للتضحية بأي قدر من شعبيته الجارفة، ثم كان المؤتمر بمثابة تقديم الحكومة كشف الحساب، أمام الشباب الذين لاحظت سعادتهم، وربما دهشتهم من كم المعلومات والتفصيلات التي أبرزت حجم الانجازات التي لم تحظ بالتغطية الإعلامية التي تستحقها، حتي غابت نتائجها الطيبة عن الكثيرين. من جهة أخري أسعدتني المشاركة في تقييم تجربة »محاكاة الدولة» مع الوزيرة المتألقة »غادة والي» والوزير المستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، والدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس، وقد بهرنا أداء الشباب الذين شكلوا حكومة »موازية»، وكان أداء رئيس الحكومة والوزراء تعبيراً وتجسيداً لفكر وثقافة مجموعة رائعة من الشباب، كما تألقت رئيسة البرلمان وإحدي النائبات في أداء لغوي وسياسي جعلنا نعبر عن بالغ تقديرنا، ومن الطريف ان الوزيرة الدكتورة غادة والي كانت سعادتها الشخصية غامرة كما عبرت عنها لأن رئيس البرلمان »امرأة»، مما أثار عاصفة من الضحك والتأييد خاصة من الفتيات. ولعلني أؤكد إعجابي البالغ بهذه الفكرة العبقرية المتمثلة في محاكاة الحكومة والبرلمان خاصة أنني كنت أتابع ما تفعله دول أوروبية متقدمة من إعداد الشباب لتولي المناصب التنفيذية الكبري وذلك خلال مناهج محددة في التعليم، ودورات تثقيفية عميقة وهذا ما جعلني أقول تعقيباً علي ما قدمه الشباب في محاكاتهم الوزارية والبرلمانية: إنني أراهم في المستقبل القريب وهم في حكومات حقيقية وبرلمان حقيقي. »المجلس.. الضروري» تأكدت بما لا يقبل الشك الأهمية القصوي لإنشاء المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، بعد أن تأكد للقاصي والداني أن اعداء الداخل والخارج لن يتوقفوا عن محاولات ضرب الأمن والاستقرار ودفع مصر إلي مستنقع »الدولة الفاشلة» انتقاماً منها لأنها نجحت في إحباط مخطط اسقاطها في إطار الشرق الاوسط الجديد، بل انها انطلقت في البناء والتنمية واقتربت من تجاوز الأزمة الاقتصادية، وبدأت بعض مشروعاتها الكبري تؤتي ثمارها. لذلك مع شراسة هذه المحاولات كان من الضروري قيام المجلس القومي للمواجهة المباشرة والحاسمة مع الارهاب والتطرف. ومع تقديري لتشكيل المجلس، أري أنه كان من الممكن أن يضم ممثلي المنظومة الإعلامية الجديدة المتمثلة في المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام ونقابة الإعلاميين ونقابة الصحفيين والهيئتين الوطنيتين للإعلام وللصحافة، خاصة مع تأكيد الرئيس علي الدور الأساسي للإعلام في المواجهة الكبري. علي اسم مصر قالها صلاح جاهين وأقولها معه: علي اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما يشاء. أنا مصر عندي أحب وأجمل الاشياء بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب وبحبها وهي مرمية جريحة حرب بحبها بعنف وبرقة وعلي استحياء واكرها والعن أبوها بعشق زي الداء علي اسم مصر مصرالنسيم في الليالي وبياعين الفل ومراية بهتانة ع القهوة أزورها وأطلّ والقلةّ ممليةّ ع الشباك منديّة أنا اللي مشيت أدور باشتياق وحنين صبية ولادة يابا ولحمها جلاب طلع الصباح زغرطت في السكة فرحانة علي كتفها مولودتها لسة عريان وف لحظة كانت جميع الدنيا دريانة علي اسم مصر