»أكاذيب تكشفها حقائق».. هذا العنوان كان يمثل جانبا مهما من المواجهة التي فرضت نفسها علي الساحة العربية في فترة خصبة من المد الثوري المشبع بروح القومية العربية في بداية الستينات من القرن الماضي بعد أن تعرض ذلك التوجه القومي لحملات ضارية من التشكيك والهجمات المضادة المدعومة من الخارج. والأكاذيب المقصودة هنا اليوم التي يحاول الاعلام القطري بتقنية خارجية محترفة أن يغلفها بعناوين براقة لتحسين صورة نظام الدوحة - الذي باع نفسه للشيطان - لإيهام العالم بأنه تعرض لظلم كبير جراء قرار المقاطعة من الدول الأربعة وهي البحرين والامارات والسعودية ومصر، واتهام قطر بدعم الارهاب وتهديدها للأمن القومي العربي.. وتعددت الأكاذيب القطرية في كافة الاتجاهات.. واتجهت الانظار في البداية إلي تصريحات علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الانسان في » جنيف »... وقوله أن 13 ألفا و314 شخصا تضرروا من الحصار العربي للدوحة مما دفعهم لتقديم شكاوي للجنة حقوق الانسان.. وعلي الجانب الآخر كذبت المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان بالبحرين ماقاله المري وقالت إنها لم تتسلم أية شكاوي من أي عائلة بحرينية أو مقيمة بشأن قطع العلاقات وتأثرها بأية أضرار، وأنه لاتوجد بوادر لأي تبعات حقوقية يمكن رصدها حتي الآن.. وأكاذيب الاعلام القطري »المجنس» لايمكن أن تنطلي علي المتلقي العربي في فضاء مفتوح وعلامات لاتفتقد الأدلة والبراهين إلي جانب السمعة السيئة التي اكتسبها حكام الشقيقة الصغري في كثير من البلاد العربية واسألوا الشعب الليبي الذي لايطيق أن ينطق باسم »قطر».. وتحدثت قطر لدول العالم عبر وسائل إعلامها وبشتي الطرق الدبلوماسية وغيرها واتهمت دول المقاطعة أنها اتخذت قرارها بشكل مفاجيء ودون حوار معها حول أسباب هذا القرار، وليس خافيا علي أحد مافعلته دول الخليج ومصر وماقدمته من مناشدات ومطالبات بتصحيح قطر لأوضاعها، ولكن حكامها استمروا في غيهم وشيطانهم ومازالوا يتكبرون ويكذبون ويكذبون.. واستمرت قطر في محاولاتها لخداع العالم بالحديث عن حرية الاعلام وقناة الجزيرة.. ولكن هل فعلا الجزيرة هي الصوت المعبر عن الرأي والرأي الآخر؟!.. وهل استضافت ولو لمرة واحدة أحد المعارضين القطريين أو المخالفين لسياسة حكامها.. إلي جانب أنها لم تستجب لنداءات الدول العربية والخليجية في تغيير سياسة ونهج القناة المعادي للعرب! والمؤسف أنها بدلا من ذلك تبنت خطاب العنف والتطرف وأصبحت منبرًا للارهابيين.. وكما حاولت قطر ترويج مقولة أن دول المقاطعة تحاول المساس بسيادتها.. والحقيقة أن قطر هي التي استباحت سيادة كثير من الدول العربية بالتدخل المباشر والتآمر علي مصالح شعوبها واستقلالها الوطني والأمثلة كثيرة ومعروفة!! وتمادت قطر في أكاذيبها باتهام دول المقاطعة بفرض الحصار عليها لإضعافها وإخضاعها لتنفيذ مالاتقبله.. والحقيقة غير ذلك تماما فالجميع يتفقون علي أن ماحدث ليس حصارًا إنما مقاطعة وهو حق تكفله كافة القوانين للدول التي تشعر بالخطر تجاه أمنها القومي.. ورغم الإتفاقية المشتركة الموقعة بين الولاياتالمتحدةوقطر لمكافحة تمويل الإرهاب، فإن الدول الأربع المقاطعة والداعية لمقاطعة الإرهاب أكدت في اجتماع وزراء خارجيتها أول أمس بجدة استمرارها في موقفها وإنها لن تتراجع عنه إلا إذا عادت قطر ورضخت للإرادة العربية وتوقفت عن دعم الإرهاب وابتعدت عن التدخل في شئون الآخرين..