للشائعات آثار سلبية كبيرة ويزداد هذا الاثر السلبي شيوعا وانتشارا مع وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثات الفورية علي الاجهزة الذكية نظرا لما تمتلكه من الانتشار السريع والقدرة الفائقة علي التشهير واثارة البلبلة والتأثير في الرأي العام.. فما هو الواجب علي المسلم تجاه شائعات مواقع التواصل الاجتماعي وهل يكون شريكاً في الاثم في حالة اعادة نقلها؟ انشقاق اجتماعي حول بث الشائعات وعقاب الله سبحانه وتعالي لمروجيها يقول الشيخ فكري اسماعيل من علماء الأزهر الشريف : من مبادئ الاسلام الاساسية تحريم الكذب ونشر الاكاذيب واعتبر الاسلام مروجي الشائعات والاكاذيب ملعونين بنص القرآن الكريم.. قال تعالي : » لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا» وفي ضوء هذا يتبين خطورة نشر الاكاذيب والشائعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا التي باتت قادرة علي تهييج الرأي العام تجاه العديد من القضايا بنشر أخبار غير صحيحة وغير موثقة تثير الجدل في المجتمع وذلك أمام تراجع دورها الايجابي في طرح وإبراز القضايا التي تهم المواطنين وتفيد المجتمع وقد اثرت هذه المواقع علي شخصية المواطنين لتتحول بما تبثه من سلبيات الي اللا مبالاة والتحول عن الانشغال بالواقع العملي الذي يخدم المجتمع الي واقع افتراضي كما اثرت في ايجابية الحوار والنقاش بين المواطنين مما أدي الي فقدان الاشخاص للثقة في أنفسهم وفي الدولة وتحولت السوشيال ميديا الي مواقع انشقاق اجتماعي وهذا امر خطير في نظر الاسلام حيث ان الله تبارك وتعالي اعتبر هؤلاء ملعونين وقد حثنا النبي صلي الله عليه وسلم علي ألا ننساق الي ترويج الاكاذيب لان الكذب من صفات المنافقين.. قال عليه الصلاة والسلام: »ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان».. ويضيف ان المؤمن الحق هو من لا ينساق وراء الاكاذيب والاباطيل وينشرها الامر الذي يؤدي الي تفتيت الكلمة واثارة الفتن يقول تعالي »يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا» فلا يجوز لانسان ان يحكم علي شيء إلا إذا تأكد ورجع الي المصادر الاساسية في الدولة وذلك لمواجهة المشكلة التي لابد لها من حل سريع بعد ان اصبح في مقدور أي مواطن التقاط صورة وبث أي خبر دون توثيق أو مراجعة وبدون أي احساس بمدي مخاطر هذا العمل وتعديه علي حقوق وحريات وسمعة الآخرين فينتشر ما يبثه انتشار الرماد في يوم عاصف ويجوب البلاد في بضع دقائق ومن ثم يتواصل انتشارها عبر نظام مجموعات الاصدقاء في الواتس آب والذي عادة ما يقومون بعملية اعادة ارسال كل ما يصلهم دون ان يقرأوا أو يفكروا في مصداقيته ومخاطر انتشاره حتي غرقت مواقع التواصل في كم مهول من الشائعات وهذا يستدعي من رواد هذه المواقع الحذر في التفاعل بأي صورة مع ما ينشر عبرها من معلومات سواء بالايجاب أو السلب وان تتواصل المؤسسات الحكومية مع رواد السوشيال ميديا من خلال هذه المواقع لكشف الحقائق وتصحيح المعلومات في اسرع وقت عقب بث الشائعات فضلا عن المزيد من الشفافية في التعامل مع المواطنين وان يكون لوسائل الاعلام الخاصة بالدولة دور مهم خاصة للبسطاء الذين لا يتعاملون مع اجهزة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتصحيح الأكاذيب والاباطيل من خلال قنواتها وان تعمل الدولة جاهدة علي كشف هؤلاء المروجين واتخاذ القوانين الرادعة لتأديبهم. وسائل للتخريب ويضيف فضيلة الشيخ عمر البسطويسي من علماء الازهر : معظم الشائعات تعتمد علي وسائل مجهولة وغير معلنة وترتكز علي أسلوب التلميح الذي يؤدي الي قيام المتلقي بالتخمين وتتولد الشائعة من قيام البعض لفتح حسابات بأسماء مجهولة أو اسماء لمشاهير واستغلالها في الاساءة لهم أو نشر تغريدات وتصريحات لمسئولين بهدف اثارة الرأي العام أو تشويه السمعة أو التشفي مع عدم الوعي بالعواقب الوخيمة التي قد تترتب علي هذه الشائعة وما يصحبها من اكاذيب فهي وسائل للتخريب علي المستوي الفردي والمستوي المجتمعي موضحا أنه من الواجب علي المسلم الحذر والتحري قبل اشاعة الاخبار وعدم التحدث بكل ما يسمعه.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »كفي بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع» فالتثبت اولا ضروري مع عدم قبول مضمون ما في الشائعة هذا اولا.. ثم الرجوع الي المصادر الموثقة قبل نشر الخبر.