يبدو أن العزلة التي تعانيها قطر بسبب المقاطعة العربية، أفقدتها قدراتها العقلية، ليس فقط بالمعني السياسي، وإنما بالمعني الحرفي للكلمة، ففي خطوة تكشف حجم الهذيان الذي وصل إليه »تنظيم الحمدين»، قام وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بإرسال خطاب رسمي موجه إلي أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، يمهل فيه الدول الخليجية الثلاث التي أعلنت مقاطعتها لقطر ثلاثة أيام لإنهاء المقاطعة (!!)، بل بلغ الهذيان حدا غير مسبوق، حيث طالب وزير خارجية »تنظيم الحمدين» بتعويض عما وصفه بالأضرار السياسية والاقتصادية التي تسببت فيها قرارات المقاطعة.. ولم يكتف آل ثاني بذلك، لكنه هدد أمين عام مجلس التعاون الخليجي بالخروج من مجلس التعاون الخليجي إذا لم تتم الاستجابة للتهديد القطري !! ولأن قطر أدمنت المغالطات والافتراءات، فقد حفلت رسالة وزير خارجية تنظيم الحمدين، بالعديد من أوجه المغالطة والتضليل، فقد أشار فيها إلي أن بلاده ملتزمة بالمواثيق والقوانين الدولية، وأنها في طليعة مكافحة الإرهاب وتمويله، متناسيا مليارات الدولارات التي قدمتها بلاده للتنظيمات الإرهابية في معظم دول المنطقة لتمويل عملياتها الدموية، وتشريد الملايين من شعوب المنطقة بسبب جرائم تلك التنظيمات الإرهابية، التي تحولت الدوحة إلي راعيها الأول، وقدمت لها الدعم بالمال والسلاح، فضلا عن الدعم الإعلامي عبر منبر الكراهية المسمي بقناة »الجزيرة». والغريب أن وزير الخارجية القطري تناسي تصريحات له شخصيا في تصريحات صحفية خلال زيارته مؤخرا إلي إيطاليا بأن بلاده ليست الدولة الوحيدة التي ترعي الإرهاب في المنطقة (!!). واعترف وزير خارجية »تنظيم الحمدين» في رسالته بقسوة إجراءات المقاطعة المفروضة من الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، إلا أنه عاد إلي تضليله بالتأكيد علي أن بلاده كانت مستعدة للحوار، وهوالذي استبق المهلة التي منحتها الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب لبلاده بالرد علي مجموعة من المطالب التي تتضمن توقف قطر عن تمويل الإرهاب، واعلنت بلاده رفضها رسميا للمطالب، مغلقة بذلك كل باب للحوار. ولم تخل رسالة وزير خارجية “تنظيم الحمدين” من بث المزيد من الكراهية ضد الدول الخليجية، مؤكدا أنها »تستغل المجلس لمطامعها في المنطقة والعالم، وأن دولة خليجية تقرر مكان بقية الدول»، متناسيا من الذي كان علي مدي سنوات يتجاوز دوره، ويسعي للعب دور إقليمي ودولي خطير يتجاوز إمكانياته السياسية والبشرية، ويسعي عبر مخطط شيطاني إلي تفكيك الدول الكبري بالمنطقة، كي تصير كلها أقزاما، كي تتساوي مع »تنظيم الحمدين»، ذلك الكيان الذي صنعته تبعيته للمشروعات التخريبية للمنطقة. استراتيجية »خايبة» يقول اللواء حمدي بخيت عضومجلس النواب ان بيان الخارجية القطرية عمل استباقي يهدف لتعطيل دول التعاون الخليجي والتحريض ضد دول المجلس من خلال إعلان حزمة مطالب أمام المطالب العربية من مبدأ »سيب وأنا سيب» وهي استراتيجية »خايبة » تخدم مصالح دول أخري تريد النيل من استقرار المنطقة . ويضيف ان قطر قامت بجرائم ضد المجتمع الدولي، كما انها ضربت بالتزاماتها أمام مجلس التعاون الخليجي عرض الحائط، وكانت تعلم ان دعمها للإرهاب واستقواءها بتركيا وإيران سينتهي بطردها من مجلس التعاون لذلك حاولت اتخاذ موقف استباقي بالانسحاب، إلا أن خروجها من مجلس التعاون لن يضر المجلس في شئ .. فقطر تحاول ان تجد المبرر القانوني من خلال انسحابها بإقامة اتحاد ثلاثي جديد يضم قطروتركيا وإيران وهوما يمنعه وجودها في مجلس التعاون الخليجي . نوع من الخرف وأكد اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب أن بيان الخارجية القطرية الذي هدد فيه مجلس التعاون الخليجي لرفع ما وصفه ب»الحصار» عليها هونوع من الخرف والاستقواء بدول أخري تهدف لزعزعة استقرار المنطقة وزيادة الانقسام وضعف الأمة العربية .. ويشير إلي أن موقف قطر لا يعبر عنها وانما عن القوي الكارهة للأمة العربية وضد القومية العربية، لذلك تقوم قطر باتخاذ مواقف متعنتة، رغم أن الدول العربية تراعي القومية العربية وتراعي الشعب القطري وتعطي العديد من الفرص للحكومة القطرية للعودة إلي الصف العربي، إلا ان موقف الحكام يزيد الانقسام بهذه الخطوة الاستباقية والتي تخدم مصالح دول أخري أهدافها خسيسة. مستنقع للدول »ليس علي المريض حرج» .. بهذه الكلمات بدأ اللواء محمد مختار قنديل الخبير الاستراتيجي والعسكري حديثه عن قطر بعد رسالة وزير الخارجية القطري مشيرا إلي أن المسئولين القطريين »مرضي نفسيون أخذوا علي عاتقهم ان يكونوا ضد كل شئ الانسانية والعروبة والاسلام .. وقرروا بغطاء أمريكي ان يقسموا الوطن العربي وتبقي هي الوحيدة بمأمن معتقدة بذلك أنها سيصبح لها الريادة». وأضاف قنديل أن قطر بها منذ زمن بعيد قاعدة أمريكية بالاضافة الي ان تركيا تسعي لأن يكون لها ذراع هي الاخري بقطر من خلال ارسال مجموعات قتالية من الجنود الاتراك واسرائيل ايضا لها خبراء هناك .. كما ان ايران تحاول بسط سيطرتها علي قطروهوما يؤكد أن قطر أصبحت »مستنقع» لأي دولة .. وأضاف الخبير الاستراتيجي انه اذا ارادت قطر ان يتم تعويضها سياسيا وعسكريا فعليها هي الاخري ان تعوض دول المقاطعة الاربع عن دماء الشهداء التي سقطت دون اي وجه حق خاصة في المذابح التي شهدتها ليبيا بسبب التأييد والدعم القطري للجماعات الارهابية والمتطرفة في ليبيا .. لكن هذه المواقف لا يرد عليها سوي بعبارة » ان لم تستح فافعل ما شئت » . ولاية أمريكية ومن جانبه قال الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ان قطر لم نعتبرها يوما من الايام من الدول العربية أوحتي جزء من وطننا العربي .. وأضاف ان قطر هي إحدي الولايات التابعة لأمريكا تسير حسب السياسة التي ترسمها لها الولاياتالمتحدة لأنها منذ وقت طويل وهي لا تتبع العروبة في شئ .