اعتبر خبراء ان تنظيم القاعدة يواجه ازمة قيادة اثر الاعلان عن مقتل زعيمه اسامة بن لادن في باكستان مشيرين الي تراجع شعبية التنظيم الام الذي اصيب بضعف يفقده قدرته علي السيطرة علي فروعه الكثيرة. وقال خبير الحركات الاسلامية محمد ابو رمان ان "بن لادن كان رمزا للقاعدة لانه امتلك كاريزما افتقدها الاخرون، والتاثير الرئيسي المباشر لمقتله هو ازمة القيادة التي ستصيب التنظيم". واضاف ان "اي شخصية اخري لا تمتلك نفس المزايا , فايمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم ليس موضع اجماع فضلا عن الخلافات حول شخصه" متوقعا ان تسود حالة من القلق صفوف قادة الجماعات القريبة من القاعدة بسبب مقتله. واشار ابو رمان الي ان القاعدة تحولت من تنظيم هرمي الي شبكات محلية حيث ان الصلات بين بن لادن والقاعدة في العالم العربي كانت عبارة عن توجيهات اعلامية شكلت عاملا مهما. لذا فان التوجيه المعنوي سيغيب" عن الانصار. كما اعتبر ان مقتل ابن لادن يشكل تراجعا رمزيا للقاعدة اكثر مما هو عملي لان شعبيته بدات تعاني من الضمور قبل فترة". . ومن جهته، اعتبر الخبير في شئون "الجهادية السلفية" حسن ابو هنية ان "غياب بن لادن رغم رمزيته بالنسبة للحركات الجهادية السلفية، لن يترك تاثيرا كبيرا علي هذه الجماعات لانه لم يعد يسيطر علي الفروع منذ عام 2001 اثر هجمات 11 سبتمبر كما لم يعد هناك تنظيم كبير للقاعدة. وختم ابو هنية قائلا "قد يتخذ التنظيم مسارا جديدا مستغلا ما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا بما يؤدي ربما الي اعادة بروز السلفية الجهادية التي تبقي ماثلة طالما ان هناك قضايا لم يتم حلها حسب وجهة نظرها". اما انور عشقي رئيس دائرة الشرق الاوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية في جدة، فقال ان "مقتل بن لادن يعتبر مؤشرا علي نهاية ارهاب القاعدة". واضاف ان بن لادن كان يمتلك عقلية للتخطيط وليس للقتال وقام بتوظيف جميع امكاناته لزرع الخلايا النائمة لكن هذه الخلايا فقدت تمويلها الان. واشار الي ان "مشكلة القاعدة تكمن في ايجاد بديل. فالوحيد الموجود هو الظواهري الذي لن يأتمر السعوديون باوامره ابدا.. و يعد أيمن الظواهري طبيب العيون المصري الذي ولد عام 1951 وساعد في تأسيس جماعة الجهاد الإسلامي في مصر هو الشخصية الأكثر ترشيحا لتولي منصب زعيم القاعدة لأنه كان الساعد الأيمن بن لادن والمخطط الإيديولوجي لتنظيم القاعدة.