7 عمال يفقدون حياتهم في الطريق لعملهم في دير الأنبا صموئيل الطفل الناجي: حضن أبي أنقذني من الموت اتشحت قرية »دير الجرنوس» بالسواد واختلطت دموع أهلها بالألم فبين ليلة وضحاها انقلبت الأمور الي النقيض وأبناؤها الذين خرجوا باحثين عن الرزق عادوا شهداء وبدلا من أن يرجعوا بقوت أسرهم خرج الآلاف ليودعوهم ويحضروا القداس علي جثامين 7 من أبنائها كانوا في طريقهم لتثبيت قواعد الأجراس بدير الأنبا صموئيل وهم إسحاق شلبي جرجس 55 عامًا، صموئيل عاطف 18 عامًا، عايد ورد فانوس 33 عامًا، عايد حبيب تواضروس 45 عامًا، لمعي إسحاق تواضروس 55 عامًا، ناصف ممدوح عياد 29 عامًا، عيد إسحاق 59 عامًا. »الأخبار» زارت القرية والتقت بالطفل الذي أنقذه حضن أبيه من الموت وتحدثت مع عدد من أقارب الشهداء في »دير الجرنوس» التقينا بالأنبا شنوده جرجس راعي كنيسة العذراء بالدير، أكد أنه رغم الحزن علي الشهداء إلا أن ذلك لن يؤثر علي نسيج الوحدة الوطنية، وأضاف: »أولادنا شهداء للوطن قبل أن يكونوا شهداء للمسيحية». وأكد أن مثل هذه العمليات الإرهابية لا تمت للأديان بصلة، و لا تعرف الله.. وقال: هذا لنا يثنينا عن مواقفنا الوطنية، وإذا كان الإرهابيون يظنون أنهم سيكسرون الدولة المصرية فهم واهمون، والأقباط يزدادون قوة وصلابة من أجل إيمانهم ووطنهم. في أحد الاركان جلس جرجس ابن عم الشهيد إسحاق تواضروس، واضعا يده علي جبهته غير مصدق لما حدث، قائلا : »منهم لله القتلة الإرهابيين ما ذنب الأسرة وماذا فعلوا لكي يقتلوا»؟.. وأوضح أن اسحاق خرج من منزله صباحا بحثا عن لقمة عيشه لتوفير قوت نفسه واسرته وليس للترفيه، حيث إنه مع آخرين يخرج للعمل في الدير مقابل أجر.. وقال: نعيش في سلام نحن والمسلمين في القرية كلنا أسرة واحدة لا فرق بيننا نعيش سويا في الفرح والحزن ولا نعلم ما ذنب الشهداء لتكون نهايتهم بهذه الطريقة. لم يتوقف ماركو عايد حبيب الطفل الناجي من الحادث عن البكاء رفض أهله تصويره وحاول أن يتماسك قبل أن يقول: »قتلوا أبويا قدام عيني منهم لله».. وأضاف أنهم خرجوا كعادتهم صباحا متجهين إلي الانبا صموئيل، وساروا خلف اتوبيس كان يقل أشخاصا الي الدير نفسه وفجأة خرجت مجموعة ملثمة قطعت الطريق علي الأتوبيس والسيارة ويواصل: سمعنا دوي إطلاق النيران.. وفوجئنا بالملثمين وأخبرهم أبي ومن معه أننا متجهون إلي دير الأنبا صموئيل، فقام الملثمون بإطلاق النار علينا لكن أبي قام باحتضاني وأنا أغمضت عيني حتي رأيتهم يرحلون فهربت الي زراعات قريبة وقمت بالاختباء بها حتي رحلوا، بعدها عدت إلي المكان ووجدت أبي قد مات هو و من معه، فقمت بالركض حتي رأيت بعض الأشخاص فأخبرتهم بما حدث وبعدها سقطت مغمي علي. ويروي إسحاق عزيز أحد أقارب عايد حبيب أن الشهيد استطاع الحصول علي عمل في الدير يتمثل في تثبيت القواعد الخاصة بالأجراس وأضاف أنه كان يصطحب معه العمال ويمكث بالدير 4 أيام كل أسبوع ثم يعود إلي المنزل.. أوضح جرجس فرج أحد أقارب عايد أن الشهيد ترك خلفه 3 أطفال صغار في حالة اقتصادية صعبة وأشار الي أن له شقيقين آخرين يعيشون معا في منزل واحد لا تتجاوز مساحته 70 مترا من الطوب اللبن كل واحد يعيش مع زوجته وأبنائه في حجرة.. وقال: سمعت بالحادث وأسرعت إلي هناك وفوجئت بمناظر صعبة والدماء التي سالت علي الرمال لترويها ووجدت أيضا سيارة محترقة وعندما سألت أحد المصابين أخبرني أن المجموعة الإرهابية عندما انتهت من قتل الجميع وإطلاق النار عليهم فوجئ أفرادها بتعطل إحدي السيارات فأشعلوا فيها النيران حتي يخفوا معالمها.