عندما تركت أخبار اليوم لتمسك زمام نصف الدنيا قلت للاصدقاء: ها هي سناء تمسك بيديها الدنيا كلها الكاتبة الفنانة الانسانة سناء البيسي.. شخصية شديدة الرقة شديدة المقدرة علي القيادة ولعل القاريء توصل إلي ذلك كلما قرأ لها.. ولكن لعل القراء لا يعلمون كم هي رقيقة مثل زهرة عاشق خرجت من بين طيات كتاب! وبالرغم من هذه الرقة المتناهية إلا أنها كما كتبت شديدة المقدرة عن طريق هذه الرقة علي القيادة الحكيمة ولعل قراء مجلة نصف الدنيا لا يعلمون هذه القدرات وسناء هي جزء من عمري فهي زميلة لي في الجامعة وفي الصحافة وعندما تركت أخبار اليوم لتمسك زمام نصف الدنيا قلت للاصدقاء: ها هي سناء تمسك بيديها الدنيا كلها ومن قبل حينما تزوجت من الفنان العظيم المبدع منير كنعان قلت ها هو كنعان أمسك بالدنيا ووضعها بين ريشته.. ولكن هذه الرقة المدهشة وراءها حكمة شديدة النعومة لا يراها أحد وإنما يحسها الناس حينما يقرأون لكل هؤلاء الكتاب في مجلتها إنها بالحب تعيش وبالرقة تتعامل وهذه الرقة ممكن أن تتحول إلي زهرة في يدها وممكن أن تتحول إلي (كرباج) غير مرئي ولكنه يلسع وهي (تجرجر) القاريء في مقالها من أول السطر تداهمه بالنهاية التي لم يكن يتوقعها. وحينما تزوجت الغالية سناء البيسي من كنعان استطاعت ان تخلط رقتها بريشته فهدأ من ضربات هذه الريشة التي كانت (ويوجعني أن أقول كانت) التي كانت تضرب في عمق البشر والوطن والنفس بكل الالوان وفي كل الاتجاهات حينما كان كنعان يرسم شخوص القصص بواقعية فذة كان الاعجاب يلف كل جانب وحينما كان يرسم بنت البلد وقد لفت عنقها بقطعة قماش كنت اشعر أنها فرغت لتوها من خناقة (علي باب الحارة) حتي بح صوتها ولم تعد نستطيع أن تنطق حرفا دون أن تحيطه بالربطة. امتصت سناء هذه الشخصية وملكت زمام هذه الريشة واصبح كنعان جزءا منها واصبحت جزءاً منه وبكل عنفوان ريشته وبكل رقة شخصيتها كان بناء البيت. والذي يقرأ مجلتها التيكانت تحررها (نصف الدنيا) يستطيع أن يتبين هذه الشخصية المغرقة في الفن الشديدة الواقعية. واتعجب لماذا لم تستطع سناء البيسي أن تتفرغ ولو يومين في الشهر لتقدم لنا ذوب نفسها في لوحات شديدة الخصوصية عن النفس البشرية وخلجاتها. انني أتهم سناء البيسي بالتقصير الشديد نحو موهبتها الفنية رغم اعجابي بكتاباتها وعرضها للموضوعات ومحاولتها برقة شديدة معالجة أمراضنا الاجتماعية وارتباطها بالمجتمع الشديد المصرية في إحساس بالمسئولية الاصلاحية ولكن في (ورق سلوفان) كما يقولون. فإنها حينما تضع قلمها علي نبض مرض اجتماعي فهي لا تتركه دون أن تحاول إحاطته بالمسئولية الاصلاحية. رعي الله الغالية سناء البيسي وزاد من مقدرتها علي سبرغور هذا المجتمع الذي يحتاج لمبضع كاتب واع مثل سناء البيسي.