مش هنسلم مش هنبيع»، و»يا مريض إحنا معاك ومش هنسلم ولا هنبيعك»، والمجانين من بين أسياخ الحديقة ينظرون، ما لهم هؤلاء العقلاء يتصايحون !!. المجانين في نعيم، ولكن هناك من يستكثر عليهم النعيم، يستكثرون عليهم أرض مستشفي المجانين، وكل حين يلح علي المصابين بجنون العظمة اغتصاب قطعة من أرض مستشفي الأمراض العقلية بالعباسية، النعيم تحوم من حول تخومه الذئاب، بمشروعات استثمارية تتخفي كذباً في المنفعة العامة. أرض النعيم علي طول الخط مستهدفة، أعينهم عليها، استبطان أن هؤلاء مجانين ولا يستحقون كل هذا النعيم في أرض تقدر بالمليارات مثل الطمع في تركة اليتيم العاجز عن رد الذئاب، هكذا المجنون مسلوب الإرادة، فليذهب المجانين إلي فلاة تؤويهم، هل يشاركون العقلاء النعيم؟! لله در العقلاء من الحادبين علي صحة المجانين، شباب أطباء مستشفي العباسية وشيوخهم وقفوا ثابتين أمام الجنون الذي استولي علي البعض، رافعين الهتاف مكتوباً في لافتات متحدية »مش هنسلم مش هنبيع»، و»يا مريض إحنا معاك ومش هنسلم ولا هنبيعك»، والمجانين من بين أسياخ الحديقة ينظرون، ما لهم هؤلاء العقلاء يتصايحون، هل ضربهم مس من الجنون؟. مخطط لا عقلاني بالمرة يستهدف أرض المستشفي، هناك من ضربهم الجنون ينتوون ضرباً من المستحيل، نقل المستشفي إلي الصحراء، ليتمتع المجانين بالهدوء وصفير الرياح في آذانهم، الحي أبقي من الميت، والمستثمر أبقي من المجنون، هي ناقصة مجانين، إنه لقرار مجنون يستبطنه مجنون. أنا المجنون الموقع أدناه، استميحكم عذراً، خلولي بلادي، خلولي المستشفي، حتي المستشفي في يد المجنون بقت عجبة، ابتعدوا قليلاً عن مستشفي المجانين، كفوا أذاكم، اتركوا لهم حديقة يتنفسون فيها هواء نقيا، ضاقت بكم الأرض الواسعة حتي تقتروا علي المجانين بفدان أرض. ملكية مستشفي المجانين، مستقرة منذ العام 1883، ومساحتها الحالية تبلغ 68 فداناً تقريباً، كانت قصراً لأحد الأمراء، واندلع فيه حريق كبير التهم القصر، ولم ينج من ذلك الحريق سوي مبني مكون من طابقين تم طلاؤه باللون الأصفر، وتحول بعد ذلك إلي أول مستشفي عقلي بالقاهرة عام 1883م، ليطلق عليه اسم » السرايا الصفراء ». تم ضم المستشفي لديوان عام وزارة الصحة بتاريخ 21 سبتمبر 1997 بناء علي القرار الجمهوري رقم 331 لسنة 1997، ليتم ضمه للأمانة العامة للصحة النفسية ( لاحظ الأمانة التي يخونونها في الاسم ) بتاريخ 21 يناير 1998 بناء علي قرار وزير الصحة رقم 32 لسنة 1998. المستشفي مثل قطعة الجبن الرومي القديمة، حتي لونه اصفر، تزحف إليه الفئران، وتقضم منه قضمات علي سنوات، حتي ضاق بساكنيه، وبدلاً من إعانتهم علي ما ابتلاهم به الله سبحانه وتعالي تتكالب عليهم الأكلة تكالبها علي قصعتها!. هل سأل الطامع كم مريضا بالمستشفي، هل سأل الغاصب عن حالة هؤلاء، لن أحدثكم أبداً عن حالة المجانين في العباسية، تصعب علي الكافر، هل غبّر المحافظ قدميه وزار النعيم الذي يحيا فيه المجانين؟. بصراحة حاجة تجن الجن وتعفرت العفريت، وعليه أنا المجنون الموقع أدناه أوقع تضامناً مع كل عاقل شريف يدافع عن حقي في الحياة التي لا أحياها !.