فكشفنا عنك غطاءك.. فبصرك اليوم حديد.. الآن رأيت بأم العين أيها الرئيس السابق ان ملايينك وملياراتك لم تنفعك.. ولم تقف حائلا دون سجنك علي ذمة التحقيق أنت وأبناؤك. رأيت كيف كان الله جل جلاله لك بالمرصاد حين فشلت عملية توريث الحكم وأطاحت ثورة يناير المجيدة بأحلامك وأمانيك الباطلة.. لقد سخرت كل شيء في مصر من أجل اتمام عملية التوريث وأغمضت عينيك عن »البلاوي« التي كان المحيطون بك يرتكبونها ليل نهار من أجل مساعدتهم لك علي اتمام »المهمة المقدسة« وكأنك ملكت البلد بما فيها ومن فيها.. ولم يقتصر الأمر علي هذا، بل بدأنا نري في السنوات الأخيرة نوعا من طأطأة الرأس أمام الغرب وارضائه بكل وسيلة من أجل ضمان عدم معارضته لعملية توريث الحكم في مصر.. لم يكن أولها بيع الغاز الطبيعي لإسرائيل بأسعار بخسة ولم يكن آخرها منح شركات بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا امتيازات واسعة وغير مسبوقة في مصر.. ما كل هذا؟ ولماذا؟ هل هانت عليك مصر إلي هذا الحد؟ ألم تعلم بأن ملايين الأمتار من أرض سيناء الغالية قد بيعت برغم الحظر الذي يفرضه القانون، لأجانب ليبرطعوا فيها كما يشاؤون يمينا ويسارا.. لا شك أنك قد علمت وأنت في محبسك بحكم المحكمة الإدارية العليا بحل الحزب الوطني.. بماذا يشعرك هذا الحكم وأنت الذي كنت رئيسا لذلك الحزب طوال 03 سنة.. ألست مقتنعا الآن -علي الأقل بينك وبين نفسك- بما قد ثبت لهيئة المحكمة التي أصدرت الحكم من ان الحزب قد تبني سياسات تسببت في الديكتاتورية والهيمنة علي السلطة وتزوير الانتخابات وافساد الحياة السياسية وتسخير الأجهزة الأمنية لصالحه، كما تسبب في زيادة الفقر والبطالة في مصر.. أيها الرئيس السابق.. أكذب لو ادعيت ان ما يحدث لك الآن لم يثر تعاطفي معك أكثر من مرة.. ولكني في كل مرة كنت أتذكر بسرعة كم البلاوي والمصائب التي جلبها لنا حكمك الميمون في مصر.. الآن بيننا وبينك قضاء مصر العادل.. وعليك بان تكون شاكرا لله علي أنك تحاكم محاكمة مدنية وليس استثنائية بموجب قانون الطوارئ الذي فرضته علينا 03 سنة.. وكن مطمئنا علي زوجتك وأبنائك.. فهم سيحاكمون أيضا محاكمة مدنية وليست بموجب قانون الطوارئ.. أما وزراؤك وحاشيتك والذين قبع معظمهم وراء القضبان من الآن فأنا أدعو الله بكل اخلاص بأن يريهم أعمالهم حسرات عليهم.. ليتساءلوا جميعا.. كل ده كان ليه؟ من أجل ان يجلس جمال علي كرسي العرش؟ نعم لقد بعتم أنفسكم للشيطان وتصورتم انه لا رب ولا حساب.. حتي أتاكم اليقين وشاءت إراردة الله تعالي ان تحدث المعجزة في مصر في زمن اعتقدنا فيه ان المعجزات قد انتهت.. سبحان الله الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء.