اسمه عبدالرحمن بن الكمال أبي بكر السيوطي ولد في القاهرة عام 849 ه 1445م من أم عربية وأب ذي مكانة علمية رفعية توفي وعمره 6 سنوات فنشأ يتيما وأتم حفظ القرآن الكريم وهو دون الثامنة ثم حفظ بعض الكتب في سن مبكرة منها الفية ابن مالك فاتسعت معارفه وكان محل عناية رفقاء والده من العلماء فتأثر بهم في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة. عاش السيوطي في عصر كثر فيه علماء الدين فتأثر بهم وبدأ في طلب العلم وألف أول كتبه في سن السابعة عشرة وهو شرح الاستعاذة والبسملة، يقول عن نفسه رزقت التبحر في سبعة علوم التفسير ومن أبرز أعماله تفسير الجلالين والحديث والنحو والمعاني والبيان والبديع وأصول الفقه والجدل والقراءات التي تعلمها بنفسه والطب، وكانت الحلقات العلمية التي يعقدها بجامع ابن طولون لإملاء الحديث والافتاء يقبل عليها الطلاب ثم تولي مشيخة الخانقاة البيبرسية التي تمتلئ بالصوفيين فنشب خلاف بين السيوطي والمتصوفة وكادوا أن يقتلوه وقد ابتلي السيوطي بخصومات مع عدد من علماء عصره كان ميدانها حملات شرسة في النقد اللاذع ومن خصومه أحمد بن محمد القسطلاني وشمس الدين السخاوي الذي اتهم السيوطي بسرقة بعض مؤلفاته واغتصاب الكتب القديمة ونسبتها لنفسه ودافع السيوطي عن نفسه بحماسة وكان يدعم موقفه بوثيقة ذات طابع أدبي فألف رسالة في الرد علي السخاوي اسمها قامة الكاوي في الرد علي السخاوي نسب إليه فيها تزوير التاريخ وأكل لحوم المشايخ وكان لهذه العلاقة المضطربة أثر في اعتزال السيوطي الافتاء والتدريس والحياة العامة ولزوم بيته في روضة المقياس علي النيل وهو في الاربعين ثم تنبه خصومه إلي خطتهم وفي مقدمتهم الشيخ القسطلاني فأراد أن يسترضيه فتوجه إليه في بيته حانيا معتذرا غير أن ذلك لم يجعله يقطع عزلته.. عاصر السيوطي13 سلطانا مملوكيا وكانت علاقته بهم متحفظة وان كان ثم لقاء بينه وبينهم وضع نفسه في مكانته التي يستحقها فذهب يوما إلي لقاء السلطان الاشرف قايتباي وعلي رأسه الطيلسانة »عمامه طويلة» فعاتبه البعض فأنشأ رسالة في تبرير سلوكه هذا وفي سلطنة طومان باي حاول هذا السلطان الفتك به فهجر بيته واختفي حتي عزل هذا السلطان وكان بعض الامراء يأتون لزيارته ويقدمون له الأموال والهدايا فيردها، اتسع عمره التأليفي 45 سنة انتجت حوالي 600 مؤلف منها مفاتح الغيب والالفية في القراءات العشر فحصل علي لقب »ابن الكتب» وكما روي عن نفسه فقط 200 ألف حديث وتحفظ المكتبة الاسلامية له أغلب تراثه توفي في منزله عام 1505م ودفن في منطقة تعرف الآن بمقابر سيدي جلال نسبة إليه.