هل كان »الملك لير« مجرد ملك أحمق، عجوز أخرق، غير قادر علي التفريق بين الصواب والخطأ؟ أم كان حاكماً طاغياً متجبراً؟ هل كان لير رجلاً طيباً عطوفاً، هزمه عقوق أبنائه؟ أم هو الملك الذي فرط فأفرط؟! مئات الأعمال الفنية تناولت مسرحية شكسبير برؤي متعددة وتأويلات مختلفة. المخرج البريطاني »بيتر بروك« سواء في معالجته لمسرحية »الملك لير« علي خشبة المسرح أو حين قدمها علي شاشة السينما، لم يكن لير لديه مجرد عجوز أحمق تجاوز الثمانين، بقدر ما كان واعيا تماما، يزعق بقناعاته ومواقفه، وهو يعلن بوضوح »إنني لا أنتظر موتي كي يتسني لي حل مسألة التوريث وخلافة الملك، وإنما اقترح من الآن تقسيمه وتوزيعه بين الأبناء«! مشهد تقسيم المملكة، وتمزيق الخريطة هو مشهد البداية في الفيلم الروسي »الملك لير« للمخرج كوزنتسيف... تمزيق الخريطة وقيام لير بتوزيع أجزائها علي بناته... تمزيق الخريطة أو تمزيق الدولة وتقطيع أوصالها.. هي بداية الفتنة أو البداية الجريمة، وهي مأساة لير التي عصفت به إلي الأبد. أما الياباني الأشهر كيروساوا، قدم معالجة تراثية يابانية »للملك لير« حيث »هيدتيورا« حاكم طاغية ملوثة يداه بدماء الأبرياء... يبدأ الفيلم ب 4 فرسان فوق جيادهم بينما تستعرض الكاميرا في منظر عام الجبال والسهول والمساحات الشاسعة والبيوت الصغيرة انها المملكة التي تم تمزيقها!