المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، تحول إلي قِبلة للكثير من السائحين وأيضا المُتخصصين من الأساتذة والباحثين الدارسين خاصة لعلوم المصريات، منذ أقدم العصور وحتي العصر الحديث، وكان أحدث تلك الزيارات زيارة وفد جمعية اتحاد المرأة العالمي وأعضاؤها من المصريين والأجانب، وزوجات الدبلوماسيين، وكذلك أعضاء البعثة الأثرية الإسبانية العاملة بأسوان، وتجول الزوار في أنحاء المتحف، وبخاصة قاعة العرض المؤقت التي تستضيف معرض »الحرف المصرية عبر العصور». ويقول المهندس محروس سعيد المُشرف العام علي المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط أن المعرض يحوي420 قطعة أثرية تحكي تطور الحرف المصرية علي مر العصور التاريخية وحتي الآن، وتبلغ مساحة قاعة العرض 1000 متر، ويأتي ذلك في إطار الافتتاح الجزئي للمتحف.. وقد تم اختيار الحرف المصرية لأنها تُعبر عن ثقافة راقية للمصريين القدماء، وأدائهم المتميز. وقد أبدي زوار المتحف إعجابهم بالمكان الذي أكدوا أن له سحرا خاصا وخاصة بحيرة »عين الصيرة» المُطلة علي المتحف، و»البانوراما» الخارجية التي تحكي حضارة مصر عبر العصور المختلفة، كما أبدت زوجات الدبلوماسيين إعجابهن بسيناريو العرض المتحفي الذي يُعطي للمتحف رونقا خاصا، وأشادوا بالخط والتسلسل الزمني في طريقة العرض الذي يحكي تراث مصر »منذ عصور ماقبل التاريخ وحتي الآن»، أما د. اليخاندرو خمنيز سيرانو، مدير البعثة الأثرية الإسبانية، فيؤكد أن المتحف يُعد مفاجأة مصر للعالم أجمع بما يحتويه من تصميم عصري من الخارج ومن الداخل يجسد تفاصيل الحضارة المصرية، وسوف يتسع هذا المتحف لأعداد كبيرة من الزائرين وفي المستقبل سيكون واحدا من أفضل المتاحف في العالم، واستخدام طبيعة الموقع في العرض يعد إنجازا بكل المقاييس لوجوده بمنطقة مصر القديمة، وقربه من منطقة »مجمع الأديان»، كما أن طريقة العرض بقاعة العرض المؤقت بالمتحف تأخذ الزائر إلي المراحل المُختلفة من الحرف النادرة المعروضة من ملابس، وفخار، وأخشاب، ونسيج، وحلي. بينما يُشير خوان لويس، نائب مدير البعثة إلي أن متحف الحضارة أفضل من متحف »اللوفر» بباريس من حيث التصميم المعماري والهندسي الحديث، إلي جانب استخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال »الفيديوهات» التي تحكي عن تطور الحضارة.