يومان يفصلاننا عن زيارة الحَبْر الأعظم رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم ورجل السلام ونصير الفقراء والمهمشين بابا الفاتيكان فرنسيس الأول لمصر أرض السلام.. توقيت الزيارة يؤكد حبه الشديد لهذا البلد ورئيسه عبدالفتاح السيسي الذي يكافح الإرهاب ويسعي لاقتلاعه من جذوره حتي يستعيد الوطن هدوءه وسلامه.. الرجل يأتي إلينا تلبية لدعوة الرئيس السيسي أثناء زيارته للفاتيكان عام 2014، وزيارات فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم اسحق. وتأتي تلبية الدعوات بعد 4 سنوات فقط، بينما كانت زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لمصر بعد 23 سنة من زيارة البابا الراحل شنودة الثالث للفاتيكان.. ويصل الحَبْر الأعظم للقاهرة ظهر يوم الجمعة القادم، وقد سبقته تصريحاته وأقواله التي تؤكد احترامه لكل الأديان والمذاهب، واعترافه بدولة فلسطين وسعيه لتحقيق التقارب بين الطوائف المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانية، وأيضاً دعواته للجميع لنبذ الخلافات، وهنا يقول: إن الطريق من المحبة إلي الحقد سهل، أما الطريق من الحقد إلي المحبة فهو أكثر صعوبة لكنه في النهاية يقود إلي السلام. وقبل مجيئه إلي مصر شهدت الفاتيكان مؤتمراً شارك فيه الأزهر الشريف وخرج بتوصيات تدعو إلي احترام التعددية الدينية »المذهبية والفكرية»، والعمل علي معالجة أسباب التطرف والتعصب لنزع الإرهاب، وحل مشكلات الفقر والأمية والجهل وتوظيف الدين في السياسة، والعمل علي نشر المفاهيم الصحيحة للأديان، والعناية بالطفل والمرأة لترسيخ القيم الإنسانية. وقد استعدت مصر لاستقبال البابا فرنسيس الأول الذي يزورها حاملاً غصن الزيتون، داعياً للسلام، ومصلياً من أجل شهداء مصر في ليبيا علي أيدي داعش، وأيضا شهداء الكنائس من كل المصريين المسيحيين والمسلمين، وهو دائما يرفض لصق الإرهاب بالدين الإسلامي، ويري أن الإرهاب نوع من الجنون القاتل الذي يسيء استخدام اسم الله من أجل نشر الموت وترويع الآمنين.. وخلال مؤتمر السلام الذي تبدأ اجتماعاته الخميس، يلقي بابا الفاتيكان كلمة تؤكد علي هذه المفاهيم التي يؤمن بها، كما يلتقي بالقيادات الدينية المشاركة ويرأس قداسا يقام في استاد القاهرة. وتأتي زيارة بابا الفاتيكان لمصر لتكون الأولي له هذا العام وتتبعها زيارات للبرتغال وكولومبيا وجنوب السودان والهند وبنجلاديش، وكلها علي طريق صنع السلام ونبذ الإرهاب.