إمام المسجد »إبراهىم الصانع« في مدينة شرم الشيخ يوجد الكثير من المساجد، لكن يظل مسجد السلام هو أشهرها، فهذا المسجد الذي يسميه الناس بمسجد »حسين سالم« رغم أن اسمه الرسمي هو السلام ، كان الرئيس السابق مبارك يحرص علي أداء صلاة العيد به، حيث صلي به 12 مرة من جملة 16 مرة صلاها في شرم الشيخ. إمام المسجد »إبراهيم الصانع« ولأول مرة يتحدث فيها لوسيلة إعلامية، كشف عن ذكرياته مع المناسبات التي صلي فيها الرئيس السابق العيد بالمسجد، كما كشف عن الترتيبات الأمنية التي كانت تسبق الصلاة. داعبناه في البداية: أكيد أنت شخص مهم، حتي يتم اختيارك كخطيب وإمام لهذا المسجد؟ لا مهم ولا حاجة، أنا شخص عادي جدا، أعمل موظفا في أوقاف جنوبسيناء، والوزارة هي من رشحتني لهذا المسجد. أكيد أرهقوك في التحريات قبل تعيينك بالمسجد؟ ليس لي دخل بالتحريات، فهذا شغل الأمن، فأنا لا أعلم حجم ولا طبيعة التحريات التي أجريت علي شخصي. لكن من المؤكد انك علي علم بالترتيبات الأمنية التي كانت تجري قبل حضور الرئيس السابق؟ هي ترتيبات مشدده تشمل تفتيش كل مكان في المسجد تفتيشا دقيقا، وكان ذلك يتم قبل يوم صلاة العيد بما لا يقل عن أسبوع، وفي هذا الأسبوع تقريبا كنت لا أنام من حجم التوتر بسبب الترتيبات الأمنية. التعب يهون يا شيخ إبراهيم أمام رؤيتك للرئيس ومصافحتك له؟ للعلم أنا لم أصافح الرئيس ولا مره خلال المرات ال12 التي صلي فيها العيد بالمسجد، ولم أسعي لذلك. أهو عزوف إذن عن الظهور، أم ان ذلك غير مسموح وفق ترتيبات الأمن؟ بصراحة كل ما كان يشغلني ويسيطر علي تفكيري أن تمر الزيارة بخير ودون مشاكل، لكن لو كنت أرغب في السلام علي الرئيس لنلت ذلك، ففي أحد المرات طلب مواطن أن يسلم عليه وحققت له أمنيته. كنت لا ترغب في السلام، لكن ألم تحدثك نفسك يوما أن تكون خطيبا لصلاة العيد ؟ أنا شخص بطبيعتي أحترم رؤسائي وأجل العلماء، فلا يمكن أن يكون شيخ الأزهر الراحل د.محمد سيد طنطاوي يخطب وتحدثني نفسي أن أكون بديلا له. وما المشكلة .. طموح مشروع ؟ أنا لا زلت رغم أني أخطب منذ أكثر من 20 عاما، أشعر في كل مرة أصعد فيها المنبر برهبة الخطابة لأول مرة، فما بالك لو كنت سأخطب وأمامي الرئيس والوزراء وعلماء الدين، مسألة صعبة جدا، أنا لست مهيئا لها. بما أنك عاصرت رهبة وجود الرئيس في المسجد، ماذا تشعر الآن؟ كنت أتمني لو لم يصل لهذه المرحلة، وكان عليه أن يرحل منذ 10 سنوات عندما بدأ يستشعر حالة من عدم الرضا عند الناس. وهل دعوت له بالهداية، أليس ذلك من واجبك كإمام وخطيب ؟ يقول مبتسما: دعوت مرة ولكن الناس لم تؤمن خلفي فلم أكررها.. وأضاف:علي فكرة أنا أمزح معكما، هذا لم يحدث. لكن لم يطلب منك يوما أن تدعو للرئيس في صلاة الجمعة؟ لم يطلب مني أحد هذا المطلب، لكن وزارة الأوقاف في مرات قليلة كانت تطلب منا أن نتحدث في موضوعات محددة مثل الفتنة الطائفية. عدم دعوتك للرئيس السابق، نفهم منها أن مشاعرك تجاهه كانت سلبية؟ أفهم ما تحب أن تجعلني أقوله، لكن سأقول لك باختصار أن طاعة المواطنين لربهم طاعة كاملة يمنحهم السعادة في الدنيا والآخرة، ومن سعادة الدنيا الحاكم الصالح. ولكن قد يكون الحاكم صالحا وحوله بطانة غير صالحة، كالشخص الذي سميتم المسجد باسمه؟ تقصد حسين سالم. نعم ؟ فسادة أو صلاحه لا يعلمه إلا الله، لكن الحقيقة التي أعرفها انه من بني هذا المسجد. ولهذا السبب لاتزالون تستخدمون اسمه، كما نلحظ بالملف الموجود أمام فضيلتكم؟ رسميا المسجد في وزارة الأوقاف اسمه »مسجد السلام«، لكن هذا الملف غير رسمي وأحتفظ فيه ببعض الأوراق الخاصة بالمسجد. وهل انتهت علاقة حسين سالم بالمسجد عند بنائه، يعني ألم يتدخل مثلا في تعيينك؟ المسجد كما قلت لكما تابع لوزارة الأوقاف والوزارة هي من عينتني، لكن حسين سالم يتولي المسجد بالصيانة السنوية، ويتم ذلك غالبا قبل شهر رمضان بأسبوعين. لكن من المؤكد انه سيتخلي عنكم هذا العام بسبب هروبه خارج مصر؟ هو صحيح غير موجود في مصر، لكن شركاته موجودة، وقد وعدني القائمون عليها باستمرار رعايتهم للمسجد.