في خطوة تكتيكية تهدف إلي دعم سياستها بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي »البريكست»، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بشكل مفاجئ إلي تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في الثامن من يونيو المقبل، رغم أنها استبعدت أكثر من مرة في الماضي إجراء انتخابات قبل الموعد المقرر سلفا. بغالبية 522 صوتا مقابل 13 بعد ساعة ونصف ساعة من المناقشات، وافق البرلمان البريطاني علي اجراء الانتخابات المبكرة، مما يجعل عام 2017 هو العام الرابع علي التوالي الذي تجري فيه عملية تصويت حاسم بالنسبة لمستقبل المملكة المتحدة، بعد الاستفتاء علي استقلال اسكتلندا عام 2014 والانتخابات التشريعية عام 2015 والاستفتاء علي »البريكست» في يونيو 2016. كانت ماي التي فاجأت الجميع الأسبوع الماضي بدعوتها إلي انتخابات مبكرة تحتاج إلي موافقة ثلثي مجلس العموم لدعوة البريطانيين إلي الاقتراع قبل ثلاث سنوات من الموعد المرتقب. وفي الواقع تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلي تقدم المحافظين ب21 نقطة علي العماليين. لكن الغريب أن جيريمي كوربن زعيم حزب العمال، أكبر تشكيلات المعارضة البريطانية، أعلن تأييده اقتراح رئيسة الوزراء، وان كان يجازف بذلك بموقعه. وتريد ماي الاستفادة من نقطة الضعف هذه لتعزيز اغلبيتها في حين أن لديها حاليا اغلبية عملية من 17 صوتا في مجلس العموم. وتفيد التقديرات الأولية بأن المحافظين يمكن أن يعززوا مقاعدهم لتصبح الأغلبية العملية التي يملكونها أكثر من مائة نائب في المجلس الذي يضم 650 مقعدا. ويتهم منتقدو ماي التي نفت لأشهر احتمال تغيير مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، بالعمل بانتهازية صرفة، لكنها أكدت ان معارضيها لم يتركوا لها أي خيار آخر.وذكرت صحيفة »ذا جارديان» أن ماي تريد بهذا الاقتراع المبكر أن تبرهن أن البريكست أمر لا يمكن العودة عنه. وأضافت أنه إذا حصلت علي الغالبية التي تأمل فيها، فان ذلك »سيقضي علي آخر الآمال في العودة عن القرار الذي اتخذ في يونيو الماضي». وبحسب صحيفة »نيويورك تايمز» فإن رئيسة الوزراء البريطانية في حال الفوز في الانتخابات ستدخل المفاوضات مع أوروبا من موقف قوي باعتبارها رئيسة حكومة منتخبة تعبر عن شعبها، كما أنها في داخل بريطانيا ستكون أقوي في مواجهة أي من معارضي الخروج حيث لن يتمكن مؤيدو حملة الخروج من رفع أي دعاوي قضائية أو تشكيك في شرعية مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وكما قالت تيريزا ماي: »الانتخابات ضرورة لإنهاء الانقسام حول البريكست». وأكدت صحيفة »ايفنينج ستاندارد» ان اللعبة لا تخلو من المخاطر لماي وخصوصا في اسكتلندا حيث يمكن للحزب الوطني الأسكتلندي الحاكم المحافظة علي تقدمه وحتي تعزيزه» مما يمنحه مزيدا من المبررات لتنظيم الاستفتاء علي الاستقلال الذي يطالب به. مرام عماد المصري • مرام عماد المصري