عشت ليلة سعيدة مساء الأربعاء.. كنت فيها بين نجوم الصحافة المصرية وبعض رموز الدولة.. والمناسبة كانت توزيع جوائز مصطفي وعلي أمين. في كل عام ولمدة أربعين عاما.. كانت جوائز مصطفي وعلي أمين هي أهم الجوائز الصحفية التي يعتبرها الفائزون بها هي أفضل وأرقي تتويج لجهودهم طوال العام.. وهي بالنسبة للشباب بصفة خاصة أرفع تقدير يمكن أن يحصلوا عليه.. فاللجنة العليا للجائزة.. ولجان التحكيم في كل فروعها هم أسماء لهم تاريخ في بلاط صاحبة الجلالة .. وهو التعبير الذي أطلقه الأستاذان العظيمان علي مهنة الصحافة. عن الأستاذين لا يكفي الكلام والحديث.. خاصة الأستاذ مصطفي أمين الذي امتد به العمر واحداً وعشرين عاما بعد توءمه الحبيب.. وهو صاحب فكرة الجائزة التي أراد بها تكريم أصحاب الإبداعات الصحفية علي مدار العام وتكريم أوائل أقسام الصحافة بكليات ومعاهد الإعلام.. وكان يكرم عددا من رموز الأدب والفن أيضا.. وكانت الجائزة بالنسبة لهم هو أرفع تكريم. وبعد وفاته واصلت مؤسسة أخبار اليوم تنظيم المسابقة.. بدعم من المؤسسة.. وبتنظيم من ابنته الكاتبة القديرة والزميلة العزيزة صفية مصطفي أمين.. واستمر الاحتفال بتوزيع جوائزها ليلة من ليالي الصحافة المصرية السعيدة. ومنذ أن تولي الزميل القدير الأستاذ ياسر رزق رئاسة دار أخبار اليوم ومجلس الجائزة.. وهذه الليلة تحولت إلي عرس صحفي حقيقي يشارك فيه نجوم الصحافة ورموز الدولة.. ويقوم فيها أخي وزميل عمري الأستاذ محمد الهواري أمين المجلس بجهد كبير حتي تخرج في أبهي صورة.. وتعمل لجان التحكيم.. وأتشرف بأنني واحد منهم.. علي تحقيق كل النزاهة والشفافية.. فالجائزة تحمل اسم هرمي الصحافة المصرية. في كل عام يتم اختيار شخصية العام الصحفية.. وفي هذا العام تم الإجماع علي اختيار رمز من رموز الصحافة المصرية.. وهو أستاذ جيل كامل من كبار الصحفيين.. أتشرف بأن أكون واحدا منهم وهو الأستاذ جلال دويدار.. الذي كان تلميذا للراحلين الكبيرين.. وعاش كل عمره بين جدران دار أخبار اليوم يصنع مجدا صحفيا ويربي جيلا وراء جيل.. ولم يتغيب عن الدار علي مدي أكثر من ستين عاما.. تقدير استحقه جلال دويدار.. وشرف استحقته الجائزة. وكما قال ياسر رزق فإن وقوع الاختيار علي الأستاذ جلال دويدار كشخصية العام الصحفية جاء من منطلق أن أوسع الصحف العربية انتشارا والتي نحتفل في يوليو المقبل بمرور 65 عاما علي إنشائها بينها 60 عاما قضاها جلال دويدار في المؤسسة، حيث عين قبل تخرجه بعامين، واقتدي به تلاميذ أخبار اليوم في أمانة الكلمة وشرف المسئولية، فهو صانع الصحافة اليومية وكان يحترم جيله وأساتذته. وإضافة إلي تكريم جلال دويدار كشخصية هذا العام الصحفية، فقد تبرع أيضا لتلامذته بقيمة الجائزة، علي ان تسمي جائزة جديدة باسم »جلال دويدار» وتمنح لكل من الانفراد الصحفي والتحقيق الصحفي والإخراج الصحفي. أما جائزة أفضل كاتب فقد استحقها الكاتب المبدع والشاعر العظيم الملقب بأمير شعراء العصر.. الأستاذ فاروق جويدة.. كلمة رقيقة قالها جويدة عند تسلمه الجائزة حملت تقديرا كبيرا لصاحبي الجائزة مصطفي وعلي أمين اللذين صنعا صحافة جديدة بكل المقاييس.. ولولا دعم أخبار اليوم لأنيس منصور في رحلته حول العالم ما كان أنيس منصور.. ولولا دعمها لمحمد حسنين هيكل في رحلاته لتغطية الحروب والأحداث المهمة في الأربعينات والخمسينات ما كان هيكل. من عادة مجلس أمناء الجائزة أن يمنح لأحد أبناء الدار جائزة تسمي جائزة الانتماء تعطي لأحد كبار صحفيي المؤسسة ممن أفنوا عمرهم في خدمتها.. وقد استحقها هذا العام بكل صدق.. أخي وصديقي وزميل عمري الأستاذ محمد درويش مدير تحرير الأخبار والمشرف علي صفحات الرأي. أستعير مما قاله ياسر رزق رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير بأن دار أخبار اليوم شكلت فتحا جديدا في الصحافة المصرية والعربية.. وصنعت نجوما ملأت كل الصحف المصرية والعربية.. واستحقت أن تكون علي مدي ثلاثة وسبعين عاما مدرسة تخرج منها الأساتذة . حقا كانت ليلة من أسعد ليالي الصحافة المصرية.. صاحبة الجلالة.. وصاحبة المجد العظيم.