جاء اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن انشاء مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف الاسبوع الماضى متزامنا مع إعلانه فرض حالة الطوارئ على كافة أنحاء البلاد لثلاثة أشهر مقبلة فى اطار سعى الدولة لفرض مجموعة من الإجراءات الضرورية للحفاظ على أمن وسلامة البلاد من خطر آفة الارهاب التى تمدت أذرعها لتصل الى المحافظات والمدن وتهدد دور العبادة بعد تكرار حوادث الاعتداء على الكنائس والقتل والدمار وترويع الآمنين وفى أعقاب التفجيرين الإرهابيين الذين استهدفا كنيسة مار جرجس في طنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية مخلفين قرابة مائتي شهيد وجريح وذلك فى اطار مخطط خطير من الواضح أنه يستمد دعمه المادى واللوجستى من اجهزة استخبارات دولية معادية تسعى الى اسقاط مصر بعد فشل كافة المخططات السابقة لنشر الفوضى فى البلاد بفضل قدرة الشعب المصرى على الاصطفاف والتلاحم خلف قواته المسلحة التى تحارب الارهاب منذ أكثر من أربع سنوات وباتت على مقربة من القضاء عليه فى معقله بسيناء . ومن المؤكد أن قرار انشاء مجلس أعلى لمكافحة الارهاب كان قرارا ضروريا جاء بعد أن وجه الرئيس العديد من الدعوات إلى "تجديد الخطاب الديني" ومطالبته بمراجعته وتنقيته من الأفكار المتطرفة التي تدعو إلى العنف والتي تشكل مرجعية للفكر الجهادي لكن ذلك لم يكن كافيا فكان لابد من تحرك جديد من خلال استحداث هذا المجلس والذى تمت دراسته بشكل مستفيض بما يضمن نجاحه فى محاربة الإرهاب والتطرف وحتى لا يكون مجلسا جديدا يضاف الى سجل العديد من المجالس العليا العقيمة والتى لم تكن على مستوى قرارات انشائها ولم تحقق الاهداف التى انشأت من أجلها . وأرى أن هذا المجلس يجب أن يتمتع بصلاحيات حقيقية أخرى بجانب الصلاحيات الأمنية حتى يشعر المجتمع المصري بأنه قادر على خلق حالة من التغيير الحقيقي لا الشكلي وعليه أن يعالج المشكلة من جذورها بما يضمن أن تكون مهمته الأساسية تجفيف منابع الإرهاب والتطرف من اول الطريق ومن خلال تطوير مناهج التعليم في مختلف المراحل بما يتناسب مع روح العصر وأن يتم تنقية المناهج الدراسية من خطاب التطرف والكراهية الذي يزرعه المدرسون المتطرفون في المدارس في عقول تلاميذهم مع العمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى يعتنقها الشباب والتى تقودهم الى التطرف الدينى وكراهية المجتمع وتكفيره والسير فى طريق العنف والقتل والدماء اعتقادا بأن ذلك هو الطريق الى الجنة. وعلى الرغم من محاولة وزارة الأوقاف ضبط خطب الجمعة وتحدد المواضيع التي يتناولها أئمة المساجد في هذه الخطب إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على كل هذا الكم وخصوصا فى المساجد والزوايا الصغيرة المتناثرة أسفل العمارات والتى تنشأ بجهود ذاتية في المناطق الشعبية والتى يعتلى منابرها أناس غير مؤهلين للخطابة بعضهم يتناولون فى خطبهم كلاما بعيد كل البعد عن صحيح الدين والسنة بل ويفتون دون سند من علم فيما يتبنى البعض الآخر خطابا محرضا على الكراهية للآخر دون مراعاة لما وصانا به الرسول الكريم بالجار حتى المختلف عنا فى العقيدة متناسين أننا نعيش فى وطن واحد وأننا جميعا شركاء فيه ويجب أن يعمنا السلام والوئام وحسن المعاملة. وأرى أنه من الضرورى أن نثق جميعا كوطنيين نحب هذا البلد فى قيادتنا السياسية المخلصة وأن نتفق على عدم الانزعاج من قانون الطوارئ الذى فرض لضرورة نعلمها جميعا وأنه لا يستهدف إلا الجماعات الإرهابية والمتطرفين والخارجين عن القانون وأدعوا المصريين جميعا للحفاظ على قواتنا المسلحة وشرطتنا الوطنية الذين يقدمون أرواحهم فداءا لهذا الوطن العزيز الغالى وأن يكون لديهم أمل وثقة كبيرة في غدا أفضل وفى مستقبل زاهر باذن الله ..عاشت وحدة المصريين والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار !