في الوقت الذي تباري فيه وزراء الموارد المائية السابقون في تبادل الاتهامات والتنصل من مسئولية ملف مياه النيل.. نشرت صحيفة معاريف خبرا عن اعتزام الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز القيام بزيارة الي اثيوبيا خلال الشهر القادم يصاحبه فيها عدد كبير من رجال الاعمال لدعم اتفاقية عنتيبي التي ترعاها اثيوبيا ووقعت عليها 6 دول من دول الحوض والتي تحمل في طياتها تهديدا لحصة مصر التاريخية في مياه النيل رغم تأكيدات وزراء الري عندنا بأنها لن تؤثر علي حصتنا من مياه النيل .. وهي المعروفة بالاتفاقية الاطارية. مشكلتنا اننا ننظر كثيرا للخلف قبل ان نبدأ التحرك للامام.. وما أعلنه وزير الري أمس من انه سوف يقوم قريبا بزيارة الي اثيوبيا لا يكفي لحل القضايا المعلقة بين البلدين.. بل يجب ان يسرع رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف بزيارة اثيوبيا وفي جعبته خطة تنفيذية لمشروعات تنموية تشارك فيها مصر مع اثيوبيا وعلي رأسها مشروعات الطاقة التي تعاني منها اثيوبيا.. والخطة التي وضعتها الوزيرة فايزة ابوالنجا لزيادة حجم استيراد اللحوم الحية من اثيوبيا بدلا من الارجنتين والبرازيل والهند ومشروعات اقامة مستشفيات تخصصية في اثيوبيا وغيرها من المشروعات التي سبق أن اقرتها اللجان الوزارية السابقة.. وألا نعول كثيرا علي رجال الاعمال الذين وعدوا في السابق بإقامة مشروعات استثمارية في اثيوبيا بمليارات الدولارات ولكنها تبخرت عقب عودتهم من هناك والمفروض ان الدولة نفسها هي التي تنفذ هذه المشروعات وسريعا جدا ليس في اثيوبيا وحدها ولكن في كل دول الحوض. في عام 6002 أصدرت كتابا مع زميلتي الاستاذة كريمة السروجي بعنوان »النيل حياة« أو موت: علي نفقتنا الخاصة أكدنا فيه ان اهم قضية تواجه مصر في العصر الحديث هي نقطة المياه كما.. وكيفا. ونبهنا الي خطورة التغلغل الاسرائيلي في دول الحوض في الوقت الذي ادرنا ظهرنا لافريقيا كلها عقب تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال في اثيوبيا. ولكن صرخاتنا وقتها ضاعت أدراج الرياح.. ولم يلتفت احد الي خطورة القضية. واليوم نري اسرائيل تعلن انها ستعمل علي توسيع نطاق المساعدات الدولية التي تقدم الي اثيوبيا ودول حوض النيل في مختلف المجالات بدعوي تحجيم التغلغل الايراني في دول افريقيا. أما نحن فمازلنا نعقد لجان الحوار.. ونتباري في توجيه الاتهامات لبعضنا البعض غير منتبهين الي ما تحيكه اسرائيل لنا من مؤامرات تخص اسباب حياتنا وهي المياه وتحاصرنا باقامة مشروعات في اثيوبيا وكينيا وأوغندا وغيرها وتوسع حجم علاقاتها الاقتصادية وبرامج مساعداتها الاجتماعية بهذه الدول. أفيقوا يا سادة قبل ان نصحوا فنجد أن النيل قد جف ماؤه.. ونموت عطشا.. تعلموا من اسرائيل مرة واحدة.