بقلم / نظراً لثبات حصة مصر من مياه النيل بل واحتمال تناقصها مع مشاريع السدود الإثيوبية علي النيل الأزرق فإنه يجب الذهاب بقوة إلي بديل تحلية مياه البحر والآبار للشرب والصناعة ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصناعي للزراعة. ومن الطبيعي أن تكون محطات تحلية مياه الشرب الجديدة هناك علي سواحل البحرين الأبيض والأحمر وعلي ضفاف البحيرات المرة مع استثناء الأسكندرية والمدن حتي بورسعيد من هذا الأمر والتي تصلها مياه النيل بانتظام. يجب أن تكون محطات مياه الشرب المحلاة علي أحدث تكنولوجيا وأن ندخل عصر المحطات العملاقة التي لا تقل طاقتها عن 100 ألف م3/يوم والتي تحتاجها مدن مثل الغردقة وسفاجا ومرسي علم وشرم الشيخ ومطروح والعلمين الجديدة وشرق بور سعيد الجديدة والسويس ورفح والعريش ووادي التكنولوجيا. أكبر محطة تحلية مياه في مصر حتي الآن 20 ألف م3/يوم وربما بدأ إنشاء محطات أكبر من ذلك. يجب الدخول بقوة في صناعة مكونات محطات تحلية المياه لتحقيق الاكتفاء الذاتي بدلاً من استيراد المحطات علي أحدث تكنولوجيا والصناعات المكملة لها والاستفادة من خبرة الإنتاج الحربي وغيره مثل وزراتي الإسكان والموارد المائية. يجب توفير الطاقة اللازمة للمراحل القادمة لتحلية المياه سواء من الطاقة النووية أو الشمسية أو غيرها وأن تكون مستقرة وكافية وتعتبر الطاقة الشمسية واعدة وسيبدأ الإنتاج الحربي في إنتاج ألواح الطاقة الشمسية من السيليكون والمعدل العالمي لاستهلاك مياه الشرب 250- 300 لتر / فرد / يوم، أي أن المتر المكعب يكفي 3- 4 أفراد في اليوم وثمن متر المياه المحلاة أقل من تكلفة معالجة مياه النيل ونقلها لمسافات طويلة بالأنابيب والروافع. تكلفة توصيل مياه النيل لكل من مطروح ( 350 كم وروافع ) ورفح ( 250 كم وروافع ) وشرم الشيخ أكبر من ثمن المتر المكعب من المياه المحلاة. مطلوب تكامل عربي في مجال بحوث تحلية ومعالجة المياه وتصنيع واستخدام مكونات محطة تحلية المياه أو معالجتها وأكبر دولة تنتج وتستخدم تحلية مياه البحر هي السعودية ودول الخليج العربي. في أغسطس 2012 أعلنت الدوائر العلمية الإسرائيلية عن ابتكار مهم من شأنه تخفيض تكلفة تحلية مياه البحر عن طريق استخدام الطاقة الشمسية الرخيصة بدلاً من الوقود التقليدي عالي التكلفة. وقد توصل الباحثون في معهد تسوكربرج لبحوث المياه التابع لجامعة بن جوريون إلي نظام تحلية جديد يعتمد علي استخدام الطاقة الشمسية بتكلفة لا تذكر والتي يمكن هندستها خصيصاً لعملية تحلية مياه البحر. ويستخدم هذا النظام الجديد ألواح الطاقة الشمسية في تشغيل المضخات لوحدة تحلية مياه البحر التي تولد المياه النظيفة الصالحة لري المحاصيل. الأهم من ذلك أن هذه التكنولوجيا تستخدم أغشية »النانو فيلتريشن» الفريدة التي تمكن المزارعين من تحديد المعادن المطلوب الإبقاء عليها من الماء لتغدية مختلف أنواع المحاصيل وهي طريقة تتطلب قدراً قليلاً من الطاقة. ويجري حالياً اختبار النظام الجديد في وادي عربة جنوب البحر الميت حيث يتميز الحوض هناك بالجفاف الشديد وقد أظهرت النتائج حتي الآن أنه بإمكان المزارعين استخدام كميات أقل من المياه والأسمدة بنسبة تصل إلي 25%. وقد اعتبرت تل أبيب إن الابتكار الجديد قد يصبح الدجاجة التي تبيض لها ذهباً خاصة فيما يتعلق بالبلدان الأفريقية الفقيرة، خاصة أن هذا النظام الجديد متوافق مع الكهرباء، لكنه يستند إلي الفرضية القائلة بأنه يمكن استخدامه في الدول الفقيرة، لاسيما في الأماكن التي ليس لديها مصدر للكهرباء كنظام مستقل. وفي زيارة وزير الدولة للإنتاج الحربي لروسيا البيضاء خلال مارس 2017 ثم الاتفاق علي إنشاء مصنع للألواح الشمسية باستخدام السيليكون المصري المتوافر في رمال مصر خاصة سيناء ولنا أن نسبق إسرائيل لأن صحراءنا الغربية واسعة تحتاج للماء لزراعتها وعمرانها والدول الأفريقية الشقيقة نحن أولي في هذا المجال.