يبدو ان »الانصاص قامت« بالفعل.. فكل من هب ودب يتصور أن الاوان قد آن ليخرج إلي الساحة، ويصيح بأعلي صوته »أنا هنا«!! ناس ما أنزل الله بهم من سلطان.. لا أنا ولا أنت، رأيناهم قبل الآن ولا حتي سمعنا عنهم.. يرتدون عباءات الإسلام ويزعمون أنهم المتصوفون الذين يحمل كل منهم علي عاتقه حماية الدين من البدع التي يحاول الجاهلون إلصاقها به. أصبحنا نسمع عن فلان شيخ الطريقة الصوفية الفلانية، وعلاَّن شيخ الطريقة الصوفية العلاّنية.. وكل واحد من أولئك المشايخ يجمع حوله عددا من الاتباع والمريدين، ويترأسهم جميعا شيخ مشايخ الطرق الصوفية!! أنا أعرف انني مسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. واعرف ان الاسلام دين الاعتدال والتسامح والتراحم والمساواة.. وأعرف أيضا ان عظمة الاسلام تتجلي في أن لا رهبنة فيه، ولا وساطة بين المسلم وربه. وإذا كان الله جل شأنه يقول في الآية 8 من سورة النحل: »والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون« فإنه سبحانه وتعالي كان يوضح لأولي الألباب، أن الإسلام لا جمود فيه ولا عسر، وأنه دين كل العصور التي سيعرف الإنسان فيها السيارات والطائرة والسفينة والصاروخ ويركبها!! ان الإسلام بريء من الجمود والتخلف.. وبريء أيضا من الجهل والدعوة للعودة إلي عصور الجاهلية والجاهلين حتي لو كانوا صالحين!!