في الوقت الذي واصلت فيه قوات الأمن اليمنية فتح نيرانها أمس علي المتظاهرين في عدة مدن يمنية، أكدت مصادر أمريكية رسمية أن الادارة الأمريكية تضغط علي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أجل التوصل لاتفاق لتسليم السلطة. واعترف مسئولون يمنيون لشبكة سي ان ان الأمريكية بإن واشنطن دخلت بقوة علي خط الأزمة لترتيب انتقال السلطة، مشيرين إلي أن النقاش ما زال يدور حول بعض النقاط، بينها تحديد موعد تنازل الرئيس اليمني عن الحكم. وذكر المسئولون أن توقيت انتقال السلطة "أمر حساس" لأن الهدف منه "تجنّب دخول اليمن في ظروف تزيد من اضطراب الوضع الداخلي أو تعطيل جهود صنعاء في مكافحة الإرهاب في ظل الوجود القوي لعناصر تنظيم القاعدة في البلاد. في غضون ذلك، رحبت الحكومة اليمنية بالدعوة التي وجهتها دول مجلس التعاون الخليجي الأحد الماضي لإجراء محادثات في السعودية لانهاء الأزمة. وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أبو بكر القربي، إن بلاده مستعدة لبحث أي أفكار يقدمها الأشقاء في مجلس التعاون لتجاوز الوضع الراهن." في المقابل، قال محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة إن علي المجتمع الدولي التدخل لوقف إراقة دماء اليمنيين الأبرياء والمتظاهرين السلميين. وأضاف: "صالح يقتل الناس دون خوف من أحد ولا يجب أن يبقي المجتمع الدولي مكتوف الأيدي". وقال قحطان ردا علي سؤال حول الوساطة التي اطلقها مجلس التعاون الخليجي والدعوة لعقد محادثات في الرياض, "نحن مع التفاهمات لنقل السلطة, رحبنا وقلنا سنحضر, ولكن لبحث نقل السلطة فقط". وشدد قحطان علي ان المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه. وبالنسبة لتطور الأوضاع الأمنية، قال شهود ان قوات أمن في ملابس مدنية أطلقوا النار أثناء احتجاجات في مدينة تعز جنوبي العاصمة أمس بعد اشتباكات أول أمس والتي أسفرت عن سقوط 17 قتيلا. وقالت قناة الجزيرة ان مئات المحتجين أصيبوا في صدامات الأمس. وأكد مدير المستشفي الميداني في تعز الدكتور صادق الشجاع وصول 350 حالة تسمم بالغاز وعشر حالات أصيبت بالرصاص الحي الي المستشفي الميداني خلال نصف ساعة فقط من تجدد الاشتباكات. وقد حاصرت الدبابات مقر المحافظة في تعزحيث تم نشر أكثر من 20 دبابة وعربة مدرعة حول المقر. وفي العاصمة صنعاء، أطلقت قوات الجيش النار علي مظاهرة بالقرب من ساحة التغيير مما أدي إلي سقوط ثلاثة قتلي وعدة جرحي،وقتل جنديان من الفرقة الأولي بينما جرح 15 آخرون. ومنعت قوات الأمن مسيرة حاشدة للمعلمين من التوجه الي مجلس الوزراء احتجاجا علي عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم بمستحقات مالية مؤجلة. وفجر أمس، قتل جنديان يمنيان علي يد مسلحين قبليين بعد خمسة ايام من اختطافهما من وسط مدينة لودر بمحافظة ابين الجنوبية. وفي ميناء الحديدة علي البحر الاحمر، هاجمت الشرطة ومسلحون في زي مدني وصفهم السكان بأنهم بلطجية مأجورون من قبل الحكومة، آلاف المتظاهرين الذي كانوا يحاولون تنظيم مسيرة الي قصر الرئاسة في المدينة. وقتل ستة بطلقات نارية وأصيب 30 بطعنات وأصيب 270 من استنشاق الغاز المسيل للدموع.