المأساة التي صاحبت مباراة الزمالك والافريقي .. أكدت أننا نعيش حالة غير مسبوقة من الفوضي والبلطجة والانهيار الاخلاقي .. وان الكثيرين ما زالوا لا يقدرون المسئولية ، ولا يسعون للحفاظ علي مقدرات الوطن. لا تصدعونا بالكلام اياه .. والتصريحات الجوفاء التي خرجت ممن يطلقون علي أنفسهم خبراء الكرة المصرية،ومعهم خبراء الثورة - الذين لايتركون الفضائيات - وكلهم القوا بمسئولية ما حدث في استاد القاهرة علي فلول النظام القديم والثورة المضادة .. رغم ان النظام السابق كان هشا، وكل مؤسساته نخر فيها سوس الفساد حتي أتي عليها .. فلا نلوم الآن الا انفسنا ، اذا اردنا حسابا عسيرا لكل من أهدر كرامة مصر وأهان المصريين.. فالجريمة كانت مدبرة .. خاصة وأن جماهير الدرجة الثالثة كانت تنتشر في مجموعات .. وكل مجموعة لها اسم »الكوماندوز، العصابة، الحرافيش والمسامير« وكأن الجماهير تستعد لحرب! لم تعد كرة القدم مجرد مباريات ترفيهية.. يكسب من يكسب، ويخسر من يخسر..لكنها تحولت الي حرب شرسة تشعلها ما تسمي نفسها روابط الاندية .. فما بين »التراس اهلاوي«، و»وايت نايتس زملكاوي« .. تكاد مصر أن تحترق بنار التعصب الاعمي .. وما يزيد النار اشتعالا التصريحات المستفزة لقيادات الاندية وتطرف الاجهزة الفنية .. والمستفيدين في الصحف والقنوات الفضائية!. الغوا الدوري، الغوا الكأس، الغوا كرة القدم .. لكن قبل أن تعتذروا للتوانسة .. اعتذروا للمصريين .