لا يصح أبدا أن يستمر موقف الأهلي الجماهيري العاتب علي جهاز المنتخب الكروي بسبب عدم ضم حسام غالي أو غيره من اللاعبين علي خلفية ما حدث من معاوني كوبر مع كابتن الأهلي وزملائه أو ما قاله أحد مساعدي المدير الفني له عن الأهلي ونجومه وبطولاته، كما لا يصح أيضا اعتراض الزمالك رسميا أو جماهيريا علي عدم ضم المدير الفني للمنتخب مهاجم الفريق باسم مرسي بسبب خروج اللاعب من قبل علي سياسة الفريق الوطني في أحد المعسكرات أو تحدث مسئولي الزمالك عن أحقية هذا اللاعب أو ذاك بالاختيار لصفوف الفريق الوطني، أو حتي رفض جمهور الأهلي عودة باسم مرسي للمنتخب وربطها بعودة غالي، هذه كلها مكونات فوضي ولا يجب أبدا أن تكون موجودة، خاصة عندما يلوح في الأفق قرب تحقق الحلم الكبير بتأهل مصر لكأس العالم بروسيا 2018. منتخب مصر يحتاج منا جميعا لمزيد من التكاتف الحقيقي، وتهيئة المناخ وبذل الجهد لدي الجماهير لاقناعها أنه مهما كان الرأي في كفاءة هذا اللاعب أو ذاك فإن قرارا لضم والاستبعاد هو فقط بيد المدير الفني للمنتخب ومن حقه وحده، وحقه علينا جميعا أن نقف في خندقه وندافع عن سلطاته واختياراته ودعم قراراته، لكن هذا يحتاج، بالأساس إلي ثلاث نقاط مهمة نهمس بها في أذن مسئولي جهاز المنتخب والمهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد والمعني كثيرا بجهاز المنتخب وحمايته ودعمه. أولا.. علي معاوني المدير الفني هيكتور كوبر أن يتأخروا قليلا عن صدارة المشهد، وأن يتوقفوا عن ادعاء أدوار البطولة، والتصدي لكل ذي رأي فني أو إداري وتصدير أزمات للمدير الفني بدعوي الدفاع عنه، ووصف كل من يبدي رأيا فنيا بانه من المشككين وربما الكارهين للمنتخب وجهازه الفني وهي الموجة التي دفعت الصديق العزيز الناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي لان يكتب في »الشروق»، أمس: »أتوسل إلي الذين يرونني مشككا ضمن المشككين أن يردوا علي رأيي برأي، وعلي الكورة بكورة، بلاش حكاية المشككين دي لانها قديمة قوي، ولانها »طق حنك».. وأنا من جيل طق.. من طق الحنك! غير معقول أن يبادر أعضاء بالجهاز الفني بتغذية زملاء صحفيين بأنباء ومعلومات عن أن كوبر ضاق صدره بالنقد أو أنه كما يقول الزميل والصديق العزيز ابراهيم منصور في »الوطن» أمس: ابدي كوبر خلال حديثه مع مساعديه غضبه الشديد من الانتقادات التي يتعرض لها باستمرار رغم النتائج التي يحققها».. وينسب إلي كوبر قوله: »وهو أمر يزعجني كثيرا.. مع أن الجميع يعلم أن المنتخب فشل في التأهل للبطولة، الافريقية 3 مرات متتالية، واتمني أن يكف هؤلاء عن مهاجمتي لأن الاستقرار يولد النجاح». الحديث عن أن أي رأي فني- كما يري المستكاوي- هو نوع من المهاجمة أو إعاقة حركة جهاز المنتخب، قول غريب وعجيب، ولعل هؤلاء الذين يترجمون لكوبر ما يقال ويسردون له قصصا أخري، هم من يسهمون في خلق مناخ غير مستقر دفع كوبر للحديث أكثر من مرة عن الرحيل »ولو مش عاجبكم أمشي»، هذا كلام غير معقول ومن ينسجونه في ذهن الرجل هم من يدفعونه إلي هذا المزاج العصبي، فلا يوجد أي مدرب في الدنيا كلها يسلم من النقد إعلاميا، كما أن الحديث بالمعايرة أن منتخب مصر لم يتأهل لبطولة الأمم 3 مرات متتالية، مردود عليه بأن نفس المنتخب هو الذي كان قد حصل علي كأس البطولة قبلها 3 مرات متتالية، ولم يسلم وقتها مدربه كابتن حسن شحاتة من النقد الذي كان قاسيا وقتها، لكن الانجاز والاخفاق ارتبط في كل مرة بحالة المناخ العام في البلاد وليس الرياضي وحده، وعندما استعادت مصر استقرارها انتفض الاهلي ونهض الزمالك واحترف لاعبون جيدون في الخارج، واستعاد الفريق الوطني عافيته، وهذا لا يقلل أبدا من جهد كوبر ومعاونيه. وما يجب لفت الانتباه إليه.. ثانيا.. هو حديث المدير الفني أو أي من معاونيه عن تقييم اللاعبين الذين لا يقع عليهم الاختيار، وهذا أمر نراه غير لائق، فالمدير الفني له وحده الحق في ضم هذا اللاعب واستبعاد ذاك، دون أن يكون مطالبا بابداء الرأي أو تفسير قراره.. هو وحده المسئول ولابد أن نتقبل اختياراته ونثق في قراراته وندعم من يختارهم.. وعلي كل لاعب آخر أن يبذل من الجهد والالتزام والجدية ما يؤهله لنيل شرف تمثيل فريق وطنه. وثالثا.. وهذه للصديق العزيز المهندس ايهاب لهيطة مدير جهاز المنتخب، لا يجب أبدا أن تكون معسكرات المنتخب منصات إعلامية يوجه من خلالها اللاعبون حديثهم عن انديتهم وتعاقداتهم ومشاكلهم، استغلالا لحالة من السيولة الاعلامية في المعسكرات، هذا أمر أيضا لا يليق، وليكن حديث لاعبي المنتخب، أثناء المعسكرات ان كان ولابد أن يتكلموا - هو فقط عن شئون المنتخب ومبارياته وطموحه. منتخب مصر مسئوليتنا جميعا.. وكفاية »طق حنك» المستكاوي