لوحة فنية رائعة وظاهرة طبيعية فريدة لن تتخيل انها في مصر،يجتمع فيها التاريخ وألوان الطبيعة الخلابة التي تنعكس علي صفحات المياه،فيما تملأ الهواء نسمات رقيقة تحميها أشعة الشمس الدافئة وأهرامات الأجداد،وتتناغم معها زقزقة العصافير وصهيل الخيل وكأنك تستمع إلي مقطوعة موسيقية تعزفها الطبيعة البكر التي لم تعبث بها يد الإنسان. الموقع في مدينة دهشور حيث توجد بركة الملك فاروق وبجوارها استراحته بجوار تلك المياه الرائقة الصافية بلون زرقة السماء،والتي لا يعرف أحد من أين تنبع ولا السبب الذي يجعلها تبدأ في الظهوربشكل موسمي في نهاية شهر سبتمبر وتتسع مساحتها ثم تنحسر في شهري فبراير ومارس من كل عام وقد تمتد إلي شهر ابريل، فيسكنها البط المهاجر ويأتي إليها الهواة لاصطياد البط والاستمتاع بالهواء النقي والمنظر الجذاب وممارسة الهواية المفضلة لهم. وما زالت مياه تلك البركة لغزا لأهالي دهشور البلد منذ عقود،فمازال مصدرها وسحرها من الأسرار التي لم يتم الكشف عنها حتي الآن،وكل الذكريات لحكاوي الكبار أن الملك فاروق كان يذهب إليها من حين لآخر لممارسة رياضة صيد البط، وكان يصرف حصصا من الذرة والفول والأعلاف للحفاظ علي هذه الطيور وإطعامها ورعايتها أثناء مواسم الهجرة،، وأصبحت البركة الان استراحة لأهالي دهشور البلد يذهبون إليها بشكل دائم للاستمتاع بها ومن خلفهم الجبال والأهرامات. وكان المشهد الذي رصدناه رائعا.. راعي الأغنام يجلس وسط الخضرة فيما تأكل أغنامه من خير الحشائش، وتتهادي الخيول علي طرفي البركة وهي تلهو بالمياه برفقة الأطفال الذين يتبادلون قذف قطرات المياه في الهواء، وهم يلهون في مياه البركة، أما السيدات فقد خرجن لرعي الأغنام وسط المياه،وكالعادة كان للوجه الحسن وجوه سيئة لوثت كل ذلك الجمال لمنظر الفيلات ومزارع الخيول والمنازل الريفية البسيطة،حيث تراكمت علي ضفاف البركة تلال القمامة وقطع الدبش الحجرية،وجلس بعض الأهالي تحت الاشجار يشربون الشاي الذي تم اعداده علي جمرات قطع الأخشاب داخل »القصعة». ويعتقد الأهالي أن مياه البركة مصدرها ترعة مياه تتدفق منها المياه العذبة،فيما يري آخرون أنها تخرج من باطن الأرض،وتشير جميلة عبد الرازق 24 سنة التي كانت ترعي الأغنام علي ضفاف البركة مع شقيقتها الصغري،إلي أن المياه تتسرب من الترعة التي تغذي الأرض الزراعية بالمياه، أما الحاج عبد السلام المدبولي كبير إحدي العائلات بدهشور البلد،فيأتي يوميا بعد أذان العصر ليجلس تحت شجرة كبيرة علي طرف البركة،ويصف تلك الأوقات بأنها متعة مابعدها متعة،ويطالب الحكومة بإدراجها ضمن المناطق الأثرية،فهي بحسب قوله تجاورأهرامات دهشور،ويمكن أن يزورها السياح للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.