طفل صغير لم يتعدي عمره 6 سنوات.. اختاره القدر ليعيش حياته أسير المرض، ويستكمل مشوار عمره مع المعاناة والالم. أراد الله عز وجل ان يختبر قوة ايمان والديه، فابتلي ابنهما »آخر العنقود« بمرض لعين علاجه الادوية والحقن وتغيير الدم طوال العمر. انه مرض انيميا البحر المتوسط، خضع الاب المكافح لقضاء الله وقدره وصمد.. لكن الام التي لا تستحق هذا »اللقب« المفعهم بالحب والحنان والعطاء.. فقد تجردت من مشاعر الامومة، وسيطرت القسوة والانانية علي قلبها وفكرت في نفسها قائلة لماذا اضيع باقي عمري مع زوج فقير ومع ابن مريض مدي الحياة؟ فطلبت الطلاق وتزوجت من رجل آخر وأقامت عرسا وزفافا، كأنها لم تدخل دنيا من قبل متناسية ان لديها ابنا يصارع المرض وتلاطمه أمواج الألم.. ولكن الأب رفض ان يتزوج وترك عمله وتفرغ لمرض ابنه فهو يحمله كل يوم ويذهب به هنا وهناك من المستشفي الي بنك الدم والي اصحاب القلوب الرحيمة لانقاذ ابنه من الموت، فصيب الأب بالامراض ايضا.. ولكنه بالكفاح والمثابرة والتحدي يواصل مسيرته في علاج ابنه.. فهو اب مكافح ساعده بعض أصحاب القلوب الرحيمة في ان يشتري جهازا صغيرا لتسهيل عملية الحقن الشهري التي يحتاجها الطفل ويساعده البعض في صرف العلاج. »يارب« هذه هي الكلمات التي يملكها في الدنيا ان ينطق بها المواطن البسيط محمود احمد عبدالحافظ المقيم في قرية قرنفيل بالقناطر الخيرية، والذي يستحق وبجدارة ان نطلق عليه في عيد الاسرة »الأب المثالي«، حيث انه وبالرغم من فقره إلا انه لا يستسلم ويكافح من اجل اسرته التي شاء القدر ان يولد له طفل مصاب بمرض مزمن وهو انيميا البحر المتوسط. الأب محمود بالرغم من سواد الدنيا في عينيه، إلا انه لم ييأس واستمر في عمله بسن السكاكين باليومية، ولكن مرضه جعله يتقاعد من العمل، وذلك لأنه يحتاج لعملية فتاء بعد ان زاولته آلام حادة بالمعدة. وهنا قرر محمود ان يخرج عن صمته ليساعد ابنه الصغير باسم ست سنوات ونصف كل شهر، حيث ان مرضه يحتاج لنقل دم مستمر، وتكلفة الكيس الواحد 552 جنيها وغسيل 03 جنيها فضلا عن تركيب جهاز مرتبط بالسرة، وبه سرنجتان وخراطيم، لتقليل الحديد في الجسم، لان ارتفاعه يعني اشارة خطرة بالوفاة لا قدر الله. باسم الطفل الجميل ذو الوجه البريء الملائكي لا يستطيع دخول مدرسة مثل اخيه احمد الطالب بالصف الثالث الابتدائي وبقية الاطفال في مثل عمره. استنجد الأب بباب اسبوع الشفاء لمساعدته علي صرف اكياس الدم والعلاج الشهري الذي يتناوله مدي الحياة ويصل سعره الي 745 جنيها وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئا فقرر باب اسبوع الشفاء صرف مبلغ 8821 جنيها تكلفة العلاج لمدة اربعة شهور. ولكن يبقي الامل في ان يساعده أهل الخير واصحاب القلوب الرحيمة في ان تتولي احدي الجمعيات الاهلية أو احد رجال الاعمال علاج ابنه، لانه يحتاج هذا العلاج مدي الحياة ويحتاج ايضا الي كيس دم كل شهر بسعر 502 جنيهات واذا لم يأخذ هذا الدم تسوء حالة الولد ويدخل في غيبوبة. باسنت ماجد