ما الذي أحال »المطرية» إحدي أهم وأقدم المدن المصرية القديمة (اون) أو هليوبوليس عاصمة الشمس ومركز عبادتها.. ما الذي أحالها إلي مجرد (سوق الخميس) لبيع الخضراوات والفاكهة، والملابس المستعملة القديمة، وكل شيء قابل للبيع والشراء؟.. ما الذي أحال المطرية من منطقة أثرية تماما، إلي منطقة تتبع وزارة الأوقاف؟! أسئلة تكشف هوان الكشف الأثري الأخير لتمثالي (الملك رمسيس الثاني والملك سيتي الأول) وتضاعف الجدل حول طريقة انتشالهما من باطن الأرض، وحول طبيعة المنطقة العائمة علي كنز أثري.. والمطرية مشتقة من الكلمة اللاتينية (مطر) وتعني (الأم) لمرور السيدة العذراء فيها، ووجود الشجرة التي استظلت تحتها السيدة مريم (شجرة العذراء).. لكن المطرية أقدم من ذلك كثيرا، كان الملوك الفراعنة في عصر ما قبل الأسرات، يحرصون علي بناء المقابر والمعابد فيها، فكانت (اون) مركزاً لأول وأقدم جامعة عرفتها الإنسانية، تخرج منها النبي »يوسف» عليه السلام وفلاسفة اليونان... وفي المطرية مسلة الملك سنوسرت الأول، واحدة من أقدم وأكمل المسلات المصرية القديمة.. كانت المطرية دائما منطقة حفر وتنقيب عن الآثار.. سبق أن اكتشف فيها بقايا معبد لإخناتون، والملك تحتمس الثالث.. واكتشف عام 2011 بقايا مقبرة فرعونية من الأسرة 26 واكتشف في 2012 لوحة أثرية من الحجر الجيري من الدولة الحديثة، عبارة عن جزء من مائدة القرابين.. وسبق للبعثة الألمانية التي تعمل في المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات أن اكتشفت مجموعة من البلوكات الحجرية الكبيرة عليها نقوش تصور الملك رمسيس الثاني، ولعل الاكتشاف الأخير لتمثال رمسيس الثاني، يؤكد احتمالية وجود معبد للملك رمسيس في هذه المنطقة... ماذا يحدث في المطرية؟ كيف يتم التعامل مع خصوصية المكان وقيمته التاريخية والحضارية؟... وزارة الأوقاف أعلنت عن مناقصة لتطوير سوق الخميس!!.. هناك دراسة لإقامة سور حول المنطقة الأثرية بأكملها (56 فدانا) وإخلائها.. لكن كيف تتعامل وزارة الأثار، ما هي رؤيتها؟ ومنهجها في صيانة وحماية كنوزنا الأثرية وتراثنا الحضاري؟