لأول مرة فى مصر .. لا تزوير فى الإنتخابات بعد أن أصبح شباب ثورة 25 يناير محور مناقشات جادة علي مائدة البحث العلمي في العالم، فتحت صحيفة »نيو نيورك تايمز« الأمريكية، هذا الأسبوع، الباب أمام الباحثين والأكاديميين والكتاب والمفكرين السياسيين - كلهم متخصصون في الشأن المصري و لهم مؤلفات وأبحاث عن مصر - للمشاركة بفكرهم في استقراء مستقبل ثورة الشباب في مصر، واستعراض المخاطر والصعاب، التي يتوقعون أن تواجههم، خلال الفترة المقبلة، وتحول دون جني ثمار ثورتهم، أوعلي حد تعبير الصحيفة طرحهم خارج الصورة. وفي هذه الصفحة سنتستعرض أول مشاركة بترجمتها وعرضها كما نشرتها »نيويورك تايمز« في البداية، تحدثت البروفسور كريستين ستيلت استاذة التاريخ بجامعة شيكاغو والمعروفة في مصر جيدا من خلال مشاركاتها في فعاليات مؤتمرات بحثية كثيرة »مؤسسة كارنيجي«، وصاحبة كتاب تحت الطبع بعنوان »القانون الإسلامي في مرحلة التطبيق في العصر المملوكي بمصر«، تحت عنوان اختارته لمشاركتها: »مخاوف من ضياع الثورة«. تقول إن حركة الشباب ومعها آخرين ممن ينشدون الإصلاح الجذري يواجهون الآن مهمة شبه مستحيلة تنتظرهم في الشهور المقبلة مالم يفعلون ما يتعين عليهم فعله قبل حلول الانتخابات البرلمانية القادمة. وقالت إنه يتعين عليهم تنظيم صفوفهم وإعداد أنفسهم لمنافسة كتلتين قويتين ومنتشرتين علي مستوي البلاد هما الحزب الوطني والإخوان المسلمين. وقالت د.ستيلت إنه: ما لم ينظم الشباب أنفسهم فإنهم سيسلمون السلطة مرة أخري للسلطة القديمة، التي ثاروا من أجل إسقاطها. وأوضحت: الحزب الوطني يملك التركيبة والقواعد والأنصار، الذين سيدخلون الانتخابات بمسميات جديدة ستستفيد من هذه التركيبة وتلك القواعد، ويمكنهم الفوز، والاستمتاع بنظام مبارك جديد، كما كان حالهم في السابق. أما بالنسبة للإخوان المسلمين، قالت د.ستيلت: »الإخوان الذين طالما كانوا حركة دينية سياسية شكلوا الآن حزب العدالة والحرية، الذي سيحظي بتأييد نفس جماعات أنصار ومؤيدي الإخوان المسلمين، التي تضرب بجذورها في عمق المجتمع المصري«. ونقول: " الحزب الوطني والإخوان يتشاركون نفس الأهداف الآن.كل منهم يرغب في إجراء انتخابات مجلس الشعب علي وجه السرعة، لأن ذلك سيمنحهم ميزة إضافية، وتفوقا ملحوظا علي شباب يناير وقياداتهم، لما لهم من سابق خبرة وما لديهم من تنظيم موجود بالفعل عليهم.. وخلصت د.ستيلت إلي أنه: »مالم يحقق أعضاء حركة شباب 25 يناير ثلاثة أهداف محورية في المستقبل القريب، فإنهم سيقودون ثورتهم فقط لتسليم البلاد إلي نفس النظام القديم الذين ناضلوا بقوة من أجل تخليص البلاد منه«. وأوضحت أن هذه الأهداف هي: »أولا: وهذه مهمة سهلة تشكيلهم مزيدا من الأحزاب السياسية التي تمثل حركتهم لتفتيت أصوات الوطني والإخوان.أما الهدف الثاني فهو إقناع المصريين بأن هذه الأحزاب الجديدة قادرة علي تحقيق نتائج ملموسة، وخاصة سكان المناطق الفقيرة في المدن البعيدة عن القاهرة والقري والنجوع، لأن هذه الطبقات، وتلك المناطق هي التي يعتمد عليها الوطني والإخوان«. أما الهدف الثالث كما تقول د.ستيلت فهو: »أن تعمل هذه الأحزاب الجديدة وبإصرارعلي أن يكون لها مكان علي مائدة التخطيط للانتخابات المقبلة، لأنه رغم الموافقة علي التعديلات الدستورية، إلا أن هناك تفصيلات كثيرة سيتم التعامل معها خلال الأشهر المقبلة«. وأكدت د ستيلت في النهاية علي أن: »قضية شباب الثورة ليست في القاهرة، وإنما في أقاليم مصر«.