قرار قادة دول الخليج بالاستعانة بقوات درع الجزيرة في شأن يخص وضع داخلي لدولة عضو في المجلس تم مرتين الاول ضد الغزو العراقي للكويت والثاني لتوفير الحماية اللازمة للمنشآت الحيوية في البحرين والذي نجح في احباط مخطط تحدث عنه تلميحا ملك البحرين حمد بن عيسي واشار إلي انه يتم الاعداد له منذ عقدين أو ثلاثة من الزمن دون أن يشير الي ايران والاحداث كشفت عن تورطها واستهدافها لدول الخليج. والتاريخ القريب والقديم يؤكد ان اطماع طهران في البحرين لم تنته لدرجة ان انتماءها العربي تم باستفتاء اشرفت عليه الاممالمتحدة قبل اسقلالها في مواجهة مطلب ايران بها ولم يختلف الامر في سنوات الشاه عنه في زمن آيات الله. بدات الاحداث في البحرين في منتصف الشهر الماضي بتجمعات شعبية رفعت مطالب بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية التف حولها قطاعات كبيرة من الشعب البحريني سواء من الشيعة والسنة ومع تصاعد الاحداث طرح الملك فكرة الحوار الوطني باشراف ولي العهد حول النقاط السبع التي تتمحور حولها المطالب وهي مجلس نواب كامل الصلاحية وحكومة تمثل الشعب ودوائر انتخابية عادلة ومحاربة الفساد الاداري واملاك الدولة ومعالجة الاحتقان الطائفي والتجنيس الاان النوايا الحقيقية ظهرت بعد ان دخلت طهران علي الخط وبدأت في محاولة التأثير علي الاحداث واستثمارها لمصالحها وتحقيق اهدافها بدعم التظاهرات وتحويلها عن مسارها الوطني بتحريك عناصرها الدبلوماسية وبعض التيارات التي تنتمي اليها داخل الطائفة الشيعية فتم رفع سقف المطالب ورفض فكرة الحوار. وكشفت ردود الفعل الخارجية وفي المحيط العربي حول الازمة في البحرين عن حجم ومدي النفوذ الشيعي في المنطقة وملامح المخطط الايراني الذي يستهدف تطويق المنطقة العربية ولنبدأ بإيران الذي صرح وزير الخارجية بأن طهران لن تقف مكتوفة الايدي تجاه ما أسماه تدخل السعودية في البحرين واحتج علي ما أطلق عليه »حرب إبادة الشيعة في البحرين« واتخذت طهران اغرب موقف عندما قامت بتقديم شكوي ضد الحكومة البحرينية في الاممالمتحدة ومجلس الامن ومنظمة المؤتمر الاسلامي وتغلب الانتماء الطائفي علي المصالح الوطنية لدي النخبة الحاكمة في العراق وعقد البرلمان جلسة خاصة لمناقشة الوضع في البحرين وصدر بيان من الائتلاف الوطني الحاكم في العراق استخدم نفس مفردات وزير الخارجية الايراني وأدان مجازر الحكومة في البحرين ضد مواطنيها والتدخل الاجنبي لقمع المتظاهرين والمحتجين وهو مافعله المرجع الشيعي السيستاني والزعيم الشاب مقتدي الصدر وانتقلت الاحتجاجات الي الشيعة في الكويت ولم يغب حسن نصر الله عن هذا الحدث وذلك المشهد فتحدث عن المظلومية التي يلاقيها الشيعة في البحرين. وقد أعادت احداث البحرين من جديد مظاهر المخطط الايراني الذي يسعي الي السيطرة علي المنطقة من خلال محورين الاول السعي الي تحقيق مشروع »الهلال الشيعي« والذي يبدأ من طهران ويمتد الي عراق مابعد صدام حسين وسوريا والاخبار القادمة من هناك تتحدث عن دور ايراني من خلال الحرس الثوري وعناصر من حزب الله في المواجهات ضد المحتجين بسوريا.