يبدو أن الدكتور فتحي سرور كان في حالة غيبوبة عندما مرت من تحت يده أخطر القوانين التي حكم بها الفساد مصر طيلة رئاسته لمجلس الشعب. الحديث المتميز الذي أجراه مع الزميل محمود مسلم بالمصري اليوم د.سرور خلال الأيام الثلاثة الماضية كشف هذه الحقيقة.. وأنا لست ضد الدكتور فتحي سرور.. لكنني ضد الضعف البشري الذي يتسبب في كوارث للمواطنين من أجل خدمة نفر من السادة أصحاب الجاه والسلطان.. اعتبر الدكتور سرور نفسه طيلة خدمته رئيسا لمجلس الشعب منذ أول التسعينيات (أكثر من 02 سنة) حتي حل المجلس مع ثورة شباب 52 يناير خادما للسلطة.. وعلي حد قوله ليس له الا مربع مجلس الشعب.. وهذا يعني أنه لم يخرج من مطبخ التشريعات الي معترك السياسة الخارجية أو الداخلية.. ولم يكن مندمجا أو مشاركا مع جماعة الحزب الوطني! هكذا ببساطة يتنصل الدكتور سرور من فترة حكمه للبرلمان في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.. وهكذا يتنصل من شغله وزارة التربية والتعليم قبل ان يصبح رئيسا لمجلس الشعب طوال العشرين سنة الماضية.. الآن د. سرور من مؤيدي الثورة.. ويقول في حواره مع مسلم »أنا شخصيا ممن يؤيدون الثورة ومبادئها.. ويضيف« كان لابد منها لاحداث التغيير المطلوب نحو الأفضل، ولحماية مصالح الشعب.. وسوف يذكر التاريخ أنها أول ثورة يقوم بها الشعب وتحميها القوات المسلحة التي كانت درعا لحماية الشعب وليست درعا لحماية نظام الحكم«. هذا كلام سرور.. وأنا شخصيا اعتبره من الكلام الاجوف الفارغ من المضمون.. لا يضع صاحبه في المربع الخاص بمجلس الشعب.. بل يضع صاحبه في المربع الخالي.. الموجود في الصحراء.. والذي ظلم نفسه.. ولم يظلمه أحد.. المربع اللائق بمن تولي رئاسة مجلس الشعب طيلة 02 عاما في عهد الظلم والاستبداد والرأي الواحد.. والدستور سييء السمعة.. والقوانين سيئة السمعة التي كانت تطبخ بليل وتأتي الطغمة الطاغية صاحبة الأغلبية الكاسحة لتقول نعم علي هذه القوانين في غمضة عين.. الموافق علي.... موافقة!.. الموافق علي..... موافقة! ألم يكن هذا أسلوب السيد سرور في ادارة الجلسة.. ثم يصدر القانون الظالم للناس.. النقابات المهنية أهدرت كرامتها بسبب القانون 001 لسنة 3991 الصادر بليل من الليالي السوداء لمجلس الشعب.. وبعد 71 سنة ألغته المحكمة الدستورية العليا.. قوانين الضرائب والرسوم وقصم ظهور المواطنين خاصة محدودي الدخل.. صدرت من مجلس الشعب الذي كان يرأسه د. سرور.. اتفاقيات الغاز لاسرائيل.. وغيرها أين كان مجلس الشعب منها؟! تعديلات الدستور التي تم تفصيلها علي الرئيس مبارك وولده جمال.. أين كان د. سرور منها.. هل يجوز أن يأتي اليوم ليقول لنا أنه كان ضدها.. وأنه من مؤيدي تحديد مدة الرئاسة!؟ وأين كان من ازدواجية العضوية بالبرلمان للوزراء ورجال الاعمال وكبار الموظفين المحظوظين.. أليس ما فعله مجلس الشعب خلال العشرين سنة الماضية إفساد للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ومن يحاسب علي ذلك.. أليس رئيس مجلس الشعب؟! هل يأتي اليوم ليخبرنا أنه لم يكن موافقا علي هذه التصرفات.. وأنه لم يكن من شلة الحزب الوطني.. وأنه كان بريئا مما يفعلون!؟ بعد ثورة الشباب.. لن نصدقكم يامن أفسدتم الحياة السياسية.. ويامن كنتم في أحضان السلطة تنعمون.. وتتركون الشعب الكادح يتسول في الشوارع.. ويبحث عن لقمة عيش في صناديق القمامة. اليوم تغير الزمن.. ويجب ان تتم محاكمة المفسدين وكيف لاتتم محاكمتهم أمام المحاكم العسكرية.. وقد كانوا يسارعون بمحاكمة أي مواطن خالفهم الرأي امام المحاكم العسكرية.. كم من اعضاء الاخوان المسلمين والناصريين أو القوميين من اصحاب الرأي تمت محاكمتهم امام قاض عسكري في اتهامات أقل مما هو موجه الي المفسدين اليوم.. لماذا لا يحاكم حبيب العادلي والوزراء الاخرون والرئيس السابق وأسرته وكل الحاشية امام القضاء العسكري.. حتي يكون هناك انجاز بدلا من القضاء العادي البطيء الذي يتحرك كالسلحفاة.. نحن في ظل أحكام عرفية.. ولدينا مجلس عسكري يحكم البلد.. ولدينا حكومة تسيير أعمال.. والتهم الآن هي إفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري وقتل المئات من المتظاهرين السلميين المعبريين عن رفضهم للنظام الحاكم.. واصابة الآلاف بالرصاص الحي والمطاطي والشظايا والاحجار والسيراميك في الموقعة الشهيرة باسم (معركة الجمل).. كيف تستمر التحقيقات منذ 82 يناير حتي الآن دون اي تقدم.. هل هذا طبيعي.. أم له هدف هو تهدئة الاجواء.. حتي مرحلة النسيان.. لأن الشعب المصري »نساي بطبعه«! السيد فتحي سرور انتهي عصر الضحك علي الدقون!