لم أعد إلي الوراء لأذّكر القارئ العزيز بحملات نهر الفن خلال الأعوام الأربعة الماضية حول الإعلام والثقافة والعدالة المفقودة، ليس فقط في السياسات والخطط والاستراتيجيات.. ولكن أيضاً في مفهوم العدالة الإعلامية بمفهومها الشامل والجامع لمتطلبات ومقدرات هذا الوطن الذي افتقد إلي الكثير من الجهود التي تؤدي إلي تكامل وتماسك المجتمع، فالإعلام المرئي والمسموع والمقروء أهم من التعليم في حالة تكاتفه وتوحده من أجل تحقيق أهداف بعينها.. تُعمق الانتماء بالوطن ويضيء مصابيح تنير الطريق أمام الشباب وتزيد من المعرفة ما لم تستطع تقديمه أي مؤسسة أخري، الإعلام يمتلك من الأدوات التي تؤهله الوصول إلي كل بيت وإلي عقل كل مواطن.. ولهذا يستوجب علي المسئولين إعادة النظر في إعداد استراتيجيات وسياسات تتوافق مع روح الثورة والحرية والديمقراطية التي ننتظرها منذ أكثر من نصف قرن، واستكمالاً للمقالات السابقة نكتشف أن إعادة النظر تنطبق علي جميع مؤسسات المجتمع وهذا طبيعي يأتي ضمن حزمة الثورة والمتغيرات الحتمية والضرورية، وأتذكر في أحد المقالات التي وجهت إلي حكومة نظيف في عهدها الفاسد، ذكرت أنني منذ أن أدركت معني الحياة وعمري تعدي الستين، لم أقرأ أو أسمع أو أشاهد رئيس حكومة من الحكومات التي شكلت منذ ثورة 2591 وحتي الآن.. يطرح خطة وسياسة الحكومة كمشروع قومي متكامل، يناقشه الشعب ويدلي برأيه لم يحدث!؟ عشنا في ظل حكومات لا تعترف بالمرجعيات ولا الثوابت والمسلمات.. أي كل حكومة تملي علي الشعب عصراً جديداً، إذن آليات وأدوات المؤسسات الإعلامية التي لها التأثير المباشر النفاذ علي المواطن، ونهر الفن يطرح أفكاراً ومقترحات قد تفيد في وضع ملامح جديدة للإعلام الجديد، فهي تعد أحلام الكثيرين من ملايين هذا الشعب العظيم وأختزلها في المحاور الآتية: وضع استراتيجيات وسياسات كمرجعية أصيلة تعد من الثوابت منها لا تتغير بتغيير الأشخاص والقيادات... وتحقيق العدالة الإعلامية عندما تعد الخطط والبرامج.، وان الانتماء الوطني.. جزء لا يتجزأ من حزمة البرامج التي توجه للمواطن.. واختيار القيادات الواعية المثقفة من خلال مواصفات ومعايير تتوافق مع طبيعة وأهمية الإعلام.. والإعلام الصادق والوطني يعد أمنا قوميا في مضمونه ودلالاته وتأثيره.. والاهتمام بالثقافة الشاملة والمتنوعة »العلمية والفنية والسياسية والاجتماعية.. وغيرها«.. والاعتماد علي استخلاص الأحداث التاريخية المهمة وتقديمها للمشاهد في دراما راقية.. وحربا الاستنزاف وأكتوبر 3791 لم يقدمهما الإعلام كما يتوافق مع عظمتهما، وتقديم دروس مستفادة للشباب، وتوثيقها واجب وحتمي.. وضرورة تحقيق عدالة في جميع مجالات الإعلام لإتاحة الفرصة للمواطن أن يعيش نبض الحياة الاقتصادية والفنية والعلمية والصناعية والتكنولوجية والرياضية.. الخ.. وحياتنا وبيئتنا وحضارتنا مليئة بالقيم الفنية والإنسانية والجمالية، وفنوننا المتنوعة الشعبية والمعاصرة كفيلة بإحداث حالة متفردة للإعلام المصري.. وإذا اعتبرنا المجتمع بشرائحه المختلفة هو قوام الوطن فلابد إذن من الوضع في الاعتبار »جغرافيا المواطنين« من الطفل، والشباب، والكبار، الرجل والمرأة، وهذه تعد أهدافا وطنية أصيلة من الثوابت.. واحترام العقائد والأديان وتقديمها برؤية وطنية خالصة.. الخ. من أحلام كثيرة منها أيضاً حياة الفلاح والعامل والمشروعات الناجحة ورموز مصر تقدم بدون ملل وبشكل مستمر في شتي المجالات.