»لا خير في ود يجيء تكلفا».. قالها الإمام الشافعي من مئات السنين ونراها رأي العين في المفارقة التي تكمن بين زيارة نجم كرة القدم وفريق برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي وزيارة الممثل العالمي ويل سميث لمصر.. الأول دفعت له ملايين الدولارات وشحذت له المنابر الإعلامية بكل اتجاهاتها - قبل الهنا بسنة - وأفرغت الشوارع ليسير موكبه المهيب وسط تأمين مشدد واحتفي به الصفوة والنخبة من علية القوم واستقبلوه استقبال الملوك والأمراء في أفخم القاعات وأمطر بوابل من قبلات الحسناوات في بذخ قهر قلوب المصريين وحصد سخطهم واستنزل لعناتهم علي من يدعونهم لشد الحزام.. والثاني جاءت زيارته هادئة جيئة وذهابا - غير متكلفة - لم تكلف الدولة مليما واحدا أسعدت المصريين البسطاء الذين لا يملكون إلا ابتساماتهم التي احتضنوه بها فكان احتفاؤهم به احتفاءً حقيقياً مجردًا من المصالح. الغريب ان ميسي الذي جاء خصيصا للترويج للسياحة كأحد أهداف الزيارة والذي كان به من الصلف والتكبر ما جعله يضن علي البلد الكريم مصر أن يردد أنه يحبه حتي ولو مجاملة لم تلق صوره المصطنعة وتعبيرات وجهه العابسة وتصريحاته المقتضبة المأخوذة منه عنوة ما لاقته زيارة العالمي ويل سميث البسيطة وصوره المبهجة في أحضان الأهرامات وتصريحاته العفوية من حفاوة وتسارع إعلامي عالمي لنشر ما أدلي به من أن مصر بلد جميل وانه بات يحلم دوما أن يكون احد الدارسين لحضارته فكانت زيارته رسالة صادقة قوية عجز خبراؤنا ان يصلوا بها للعالم أجمع بأن مصر بلد الأمن والأمان وتأكيدا لمسئولينا واعلاميينا بأن مصر لا تحتاج لدعاية ولا لأن يرتبط اسمها باسم فنان أو لاعب شهير بل من يأتي إليها هو من سيحفر في تاريخه انه أتي يوما لأرضها وكفاكم قهرا لقلوب المصريين.