في كلمته بالغة الصراحة والوضوح وضع الأمين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط، مجموعة الوزراء العرب في اجتماعهم أمس بالجامعة العربية، امام مسئولياتهم القومية في مواجهة الصورة الواقعية القائمة علي الارض الآن للأمة العربية، في ظل الحالة البائسة التي اصبحت عليها، والتي لاتسر عدوا ولا صديقا،..، ولاتدعو لتفاؤل علي الاطلاق. كلمة الأمين العام في بداية الاجتماع الوزاري بالأمس، تناولت بشفافية كاملة عرضا موجزا لحقيقة الأوضاع المؤلمة، والباعثة علي الأسي والانزعاج بطول وعرض الخريطة العربية، بكل مافيها من جروح نازفة وكسور مضاعفة وسلبيات يصعب تجاهلها ويستحيل تجميلها. ولم يترك الأمين العام شاردة أو واردة من القضايا العربية الملحة والهامة، إلا وذكرها في كلمته بكل أمانة وموضوعية، وقد أجملها في عشر نقاط رئيسية، بدأها بالمأساة السورية، التي أصبحت جرحا نازفا في الجسد العربي طوال السنوات الخمس الماضية وها هي تدخل عامها السادس. ثم تلاها بالازمة الليبية التي اصبحت مشتعلة بالخلافات والتقاتلات، ثم أزمة العرب المزمنة التي هي القضية الفلسطينية، وما طرأ عليها من تطورات مؤخرا، ثم تناول اخطار الارهاب التي باتت تهدد العالم العربي كله، وطالب باستراتيجية عربية شاملة للمواجهة والتحصين ضد الارهاب والحماية من اخطاره. وتطرق بعد ذلك لضرورة وجود استراتيجية عربية للتعامل مع دول الجوار، وطالب بالاهتمام بقضية نزع اسلحة الدمار الشامل وان يكون العالم العربي والشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل،..، واكد علي ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك والاهتمام بالمشاغل الحقيقية للمواطن العربي، والسعي لتنمية اقتصادية شاملة ومتكاملة في الوطن العربي كله،..، كما اشار إلي أهمية الانفتاح العربي علي العالم الخارجي. وقد لخص الامين العام رؤيته عندما قال إن التحديات جسام ولكن الدول والشعوب العربية أهل لها،...، ونحن نأمل بالفعل أن تكون الدول والحكومات العربية أهلا لمواجهة هذه التحديات الجسام،..، أما الشعوب فكان الله في عونها.