أعرب أفراد الأسر القبطية بالإسماعيلية عن سعادتهم البالغة بالحب الذي وجدوه من جانب الجميع، وردد الكثيرون منهم قصة سيدة منتقبة دخلت إلي الكنيسة في سيارة أجرة، ومعها أكثر من 500 وجبة غداء، الغريب أن الوجبات كانت صيامي لبدء الأقباط الصيام الأكبر. وأكد سامي أحد العاملين بالكنيسة أن السيدة رفضت الإدلاء باسمها، وأشارت إلي أنها تقوم بذلك انطلاقا من دوافع وطنية ودينية. وأضاف: ان هذا الموقف دليل علي ترابط المجتمع المصري الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي، كما أنه يوجه رسالة ذات دلالة للعناصر الإرهابية. وقد بدأت الأسر تمارس حياتها الطبيعية، حيث التزم أبناؤها بالدراسة، وأكد اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية أنه تم تسكين 107 طلاب بمدارس المحافظة، وتوزيع الطلاب الجامعيين علي جامعتي قناة السويس وسيناء. جاء ذلك في مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء عقب انتهاء مجلس المحافظين، وأوضح طاهر أن رئيس الوزراء وجه بتذليل جميع الإجراءات الخاصة بهم، وطالب باستكمال حصر الأسر وبياناتها. من جانب آخر تم توفير 80 فرصة عمل، أغلبها للنساء، بالمنطقة الصناعية والاستثمارية بالمحافظة.. وأكد جمال هيلتون وكيل وزارة القوي العاملة بالمحافظة انه وجد ترحيبا من أصحاب الشركات بضم عدد كبير من أفراد هذه الأسر، كما رحبت إحدي الشركات العاملة بأنفاق قناة السويس بانضمامهم للعمل بها. وأشار إلي أنه تم تحرير الاستمارات والعقود واستخراج كعب العمل لكل عامل علي الفور، وسوف يحصل كل منهم علي 1700 جنيه كراتب أساسي، ووجبة غذاء، مع توفير الانتقالات. وأضاف أن أعمار من تم تعيينهم تتراوح بين 27 و35 سنة، وتحديد الورديات النهارية للسيدات والليلية للرجال. من جانب آخر أكد فاخر عبدالعزيزوكيل وزارة التربية والتعليم أنه أعطي تعليمات مباشرة للإدارة التعليمية بتوفير أماكن خالية للعاملين القادمين من العريش سواء وكلاء مدارس أو مدرسين،وطمأن أسر الطلاب بأن أبناءهم سوف ينالون كل الرعاية بمدارسهم الجديدة. ارتفع عدد الأسر القبطية التي وصلت لبورسعيد في العريش إلي 7 أسر، تضم 31 فردا،ونظم لهم الأنبا تادرس مطران بورسعيد مأدبة طعام بمقر الكنيسة، قبل انتقالهم إلي مقر اقامتم في مبني معسكر الكشافة علي شاطئ المدينة، وقام المحافظ اللواء عادل الغضبان بزيارتهم في مقر إقامتهم، حيث أصدر تعليماته بتوفير جميع احتياجاتهم. وأجري الدكتور نبوي باهي وكيل وزارة التربيةوالتعليم حصرا للتلاميذ الموجودين مع الأسر،وبلغ عددهم 6 في جميع مراحل التعليم، وسوف ينتظمون في الدراسة بدءا من اليوم، وقرر المحافظ إلحاقهم بمجموعات التقوية، وأعلن مجدي الخضر وكيل مديرية التموين تخصيص حصص من السلع التموينية والخبز يوميا، طبقا لما كان يصرف لهم في العريش. كما أشرفت سوسن حبيش وكيل وزارة التضامن علي توزيع الاغطية والبطاطين عليهم. وأكد الأنبا تادرس أن أجهزة المحافظة كانت عند حسن الظن في استقبال الأسر، وقدمت لها كل التسهيلات وبأقصي سرعة. وأعطي تعليماته للإدارات المختلفة بالمديرية باستخراج أي مستندات أو أوراق رسمية لأبناء العريش في نفس وقت التقدم لها بدون أي معوقات وحتي أمس لم تتلق جامعة بورسعيد أي طلبات من طلاب من العريش للانتظام بها، وأكد الدكتور شمس الدين شاهين رئيس الجامعة أن التعليمات صدرت لكل عمداء الكليات ومشرفي المدن الجامعية بقبول جميع طلباتهم دون قيد أو شرط.وداخل مقر إقامة الأسر تبدلت مشاعر القلق بالارتياح الناتج عن حفاوة الاستقبال والشعور بالأمان، وتجمع الرجال في ساحة الاستقبال مساء يوم وصولهم ليتبادلوا اطراف الحديث والابتسامات تعلو وجوههم، كما استقبل عدد منهم أقارب وأصدقاء لهم من بورسعيد، وشهدت »الاخبار» جانبا من هذه الجلسات، وأكد وديع بطرس رب آخر أسرة وصلت الي بورسعيد مساء أمس الأول أنه لا يصدق وصوله لبورسعيد بسلام وقال: نستطيع من الآن أنا وأسرتي أن نعرف طعم النوم الذي جافانا منذ زمن طويل، ونحن نعيش الأخطار التي تهدد حياتنا كل لحظة، وأوضح وأضاف أن أسرته مكونة من خمسة أفراد هم زوجته وثلاثة أبناء أكبرهم ابنته بالثانوية العامة وولدان بالمرحلتين الاعدادية والابتدائية وأضاف: دهشت عندما وجدت مسئولي التعليم في انتظارنا بمجرد وصولنا لالحاق أولادي بالمدارس، وليس هناك أعظم من الشعور بالأمن، وأتمني ان تستقر الأمور بالعريش قريبا وأن نعود اليها وقد ظللتها أجواء الأمان والسلام، وقال إنه لم يعش أياما في حياته أقسي من الأسبوع الماضي بعد استهداف وقتل عدد من أفراد الأسر المسيحية، وواصل: ظللنا محبوسين داخل منازلنا لا نستطيع الخروج ولم يكن أمامنا سوي الخروج للحفاظ علي حياة أسرتي، وقد استجمعت شجاعتي وذهبت لمحطة سيارات الاجرة لاستئجار إحداها للسفر إلي بورسعيد، والحقيقة أنني ذهلت من تسابق أصحاب السيارات لمساعدتي وخرجنا تحت جنح الظلام وتركنا كل أثاث المنزل وخرجنا بحقائب الملابس فقط، وأنا سعيد باختياري لمدينة بورسعيد لأنها تتمتع بنفس أجواء العريش واهلها كرمادة.