في أقل من 35 يوما نجح الأزهر في انشاء مركز الأزهر للترجمة ليكون علي رأس مهامه توضيح مفاهيم الدين الإسلامي للعالم وتصحيح الصورة الذهنية السيئة التي روجت عنه نتيجة تصرفات بعض أتباعه المخالفة لصحيح تعاليمه وهو يستهدف كل من يتحدث لغة حتي لو كان عددهم مائة شخص. في حواره لجريدة»الجمعة» أوضح الدكتور يوسف عامر مدير المركز أن المؤلفات التي سوف تترجم للغات العالم يتم انتقاؤها عبر لجان متخصصة من الأزهر الشريف وأنه تم طرح عناوين 33 مؤلفا علي هيئة كبار العلماء للبدء في ترجمتها لتكون باكورة عمل المركز وتم الاستقرار علي 15 مؤلفا منها، وقد أصدر المركز أولي ترجماته إلي 11 لغة من خلال سلسلة »حقيقة الإسلام»، وتضم عدة كتب: »مقومات الإسلام للإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، نظرية الحرب في الإسلام للعالم الراحل الشيخ محمد أبو زهرة والإنسان والقيم في التصور الإسلامي للدكتور محمود حمدي زقزوق، نبي الإسلام في مرآة الفكر الغربي للدكتور عز الدين فراج»، مشيرا إلي أن هذه الكتب تلبي حاجة ملحة في الوقت الحالي لبيان أن الإسلام هو دين السلام وتبرئة ساحته في ظل الهجمة الشرسة عليه. وأوضح أن إصدارات المركز ستكون عبر عدة سلاسل منها سلسلة: حقيقة الإسلام وسلسلة أخري عن الطفل وسلسلة عن المرأة وذلك لحاجتنا لهذه السلاسل وخاصة الطفل حيث يعاني المسلمون في الخارج والمهاجرون من إشكالية عدم توافر الكتب التي يستطيعون أن يقرأوها لأطفالهم لتعليمهم مثلا السيرة النبوية أو عن حقيقة دينهم. المعلومات لكل إنسان وعن آلية التوزيع للكتب المترجمة يقول: »طبعنا 33 عنوانا ب 11 لغة في طبعة محلية نستهدف بها الجاليات الأجنبية في مصر، وقمنا بتوزيع الكتب مجانا لكل أفراد الجاليات التي زارت جناح الأزهر بمعرض الكتاب موضحا أن الطبعة الدولية بدأ فيها بعد انتهاء معرض الكتاب وسيتم عقد بروتوكول مع وزارة الخارجية ليكون التوزيع من خلال بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج، كما سيتم عقد بروتوكول مع وزارة التعليم العالي للتوزيع من خلال المراكز الثقافية المصرية في الخارج. وحول تضمين اللغة العبرية في خطة المركز للترجمة يوضح الدكتور يوسف عامر إن من ضمن رسالة الأزهر توصيل العلوم والمعارف الإسلامية والتعريف بحقيقة الإسلام لدي كل إنسان غير عربي، وطالما أن هناك من يتحدث العبرية فلم يكن من الصحيح تجاهل هذه اللغة بحيث يصل هذا العلم والمؤلفات التي تعرف بالدين الإسلامي في أي مكان سواء في فلسطينالمحتلة أو في غيرها خاصة أن هؤلاء يعرفون عن الإسلام بأقلام ربما تكون متشددة من المسلمين. قد يتهم المركز بسبب الترجمة للعبرية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني؟ هذا ليس تطبيعا علي الاطلاق لأن من رسالة الأزهر توصيل الدعوة الإسلامية لكل الناس بلغاتهم. ثانيا يوجد جيل من فلسطينالمحتلة من عرب 48 تفرض عليهم كتابات مشوهة بالعبرية عن الإسلام لذا وجب توفير مثل هذه الكتب بالعبرية. لا يجبر أحد قد يتهم الأزهر بأنه يمارس دورا تبشيريا؟ مهمتنا الأساسية هي أن نصحح المفاهيم المغلوطة؛فمن المحزن جدا أن يتم وصف الإرهاب الذي يرفضه الإسلام وينهي عنه بأنه إرهاب إسلامي ولا يهمني بعد ذلك أن يدخل من وصله كتابي المترجم الذي يبين حقيقة الإسلام في الدين أم لا،فالإسلام لا يجبر أحدا علي اعتقاده. وعن الهيكل التنظيمي للمركز قال إن عدد العاملين فيه يصل إلي 70 ويشمل إداريين وخبراء في التسويق والدعاية والإعلان بالإضافة إلي حوالي من 5 إلي 7 من المترجمين في كل لغة. وأشار إلي أن المترجم يجب أن تكون لديه خبرة وثقافة النص المترجم حتي يستطيع أن ينقله كما أراد مؤلفه خاصة أن ترجمة النص الديني له خصوصية حيث يحتوي علي آيات قرآنية وأحاديث نبوية يحتاج المترجم إلي أن يرجع إلي التفاسير والشروح ولدينا لجنة فحص وتقويم للنص المترجم تقرأ الكتاب. وقال إنه سيتم إضافة اللغة الصينية والروسية والإيطالية والسواحلية التي يتحدث بها سكان العديد من المناطق في إفريقيا. هل سيقتصر الأمر فقط علي الكتب أم ستكون هناك وسائل أخري؟ سنعتمد علي وسائل الاتصالات الحديثة والسوشيال ميديا والمواد الفيلمية والكارتون ولن ننسي الصم والبكم. أقل من 35 يوما ماذا عن الدعم المقدم للمركز من الأزهر؟ نلقي اهتماما كبيرا والمركز يتبع مباشرة مكتب فضيلة الإمام الأكبر الذي ارتأي ضرورة إنشائه في ضوء المستجدات المعاصرة في الساحة العالمية حيث يلصق أغلب الناس التهم بالإسلام فكان تخصيص المكان في مقر مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر وتأثيثه من ورش الأزهر وتعيين المترجمين علي درجات مالية وكل ذلك في وقت قياسي حيث صدر الأمر في 15 أغسطس الماضي وبدأ العمل فيه في 3 أكتوبر2016 أي في أقل من 35 يوما.. وقد بدأ المركز الآن في ترجمة كتاب »مائة سؤال عن الإسلام» للشيخ الغزالي إلي 15 لغة، ومن المتوقع نشرها بعد شهرين من الآن موضحا ان السلسلة التالية ستكون عن »المرأة في الإسلام» وذلك تماشيًا مع خطة الدولة لجعل عام 2017 عام المرأة.