أكد رؤساء البرلمانات العربية دعمهم لمصر في معركتها لمكافحة الإرهاب، وأعربوا عن مساندتهم لما تبذله من جهود في محاربة تنظيمات الإرهاب والتطرف، وثمنوا ما قدمته قوات الجيش والشرطة من تضحيات كبيرة لمحاربة الإرهاب، ووجه رؤساء البرلمانات العربية التحية لأرواح الشهداء الذين قدموا أنفسهم فداء لأوطانهم ولحماية شعوبهم من مخاطر الإرهاب والتطرف. جاء ذلك في ختام المؤتمر الثاني لرؤساء البرلمانات العربية، والذي عقد أمس بمقر الجامعة العربية، بمشاركة د. علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، وأحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وشارك في المؤتمر 12 من رؤساء البرلمانات العربية و7 من رؤساء الوفود البرلمانية، بينما غابت وفود لبنان والصومال عن المشاركة. وطالب رؤساء البرلمانات العربية بتطوير الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب بما يتلاءم مع التحديات الناجمة عن تمدد التنظيمات الإرهابية وبما يكفل التصدي للتهديدات الأمنية التي تستهدف كافة المجالات، مؤكدين دعمهم لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الي انشاء تحالف عالمي لمكافحة الارهاب في وقت يتعرض فيه العالم بأسره لخطر الارهاب الدائم. كما أكدوا أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بالمال والسلاح. كما طالبوا بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك وبروتوكولاتها الإضافية واتفاقية التعاون الامني والقضائي، وإعداد استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي تاخذ بعين الاعتبار جميع التحديات ومنها السلاح النووي الاسرائيلي والبرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية الاسرائيلية والايرانية التي تشكل جميعا خطرا علي الامن القومي العربي، والعمل علي إنشاء مركز عربي لمراقبة ومكافحة الارهاب بأشكاله المختلفة والاستفادة من خبرات الدول العربية السباقة في هذا المجال. وقرر رؤساء البرلمانات وضع خطة عربية عاجلة لدعم الفلسطينيين والدفاع عن القدس، وتفعيل مجلس السلم والامن العربي ليعمل كآلية للوقاية من النزاعات التي يمكن ان تنشأ بين الدول العربية، ودعوا لبناء موقف جماعي للتعامل مع ايران ومنع تدخل ايران في الشئون الداخلية للدول العربية، ووضع الجامعة العربية لخطة موحدة لمنع تدخلات إيران. ومن جانبه أكد احمد ابو الغيط الامين العام للجامعة العربية انه رصد إشارات متضاربة من الإدارة الأمريكية الجديدة، وقال: »نُفضِل أن نتريث وأن نُراقب ما يجري، فبعضُ توجهات هذه الإدارة في التصدي للإرهاب بكافة صوره يتفق مع المصالح والأهداف العربية كما نفهمها، كما أن موقفها من بعض القوي الإقليمية التي جاوزت المدي في تدخلاتها في الشئون العربية يُعد إيجابياً، علي أن الوقت ما زال مُبكراً للحُكم علي مُجمل توجهات الإدارة أو مواقفها من العالم العربي». كما اكد ابو الغيط خلال كلمته في المؤتمر ان هناك بالقطع ما يُقلق من الادارة الامريكية في بعض ما أُعلن بشأن القضية الفلسطينية، التي لا زالت عنوانا أساسياً علي أجندة الاهتمامات العربية، مشيرا الي ان الحكومة اليمينية في إسرائيل تسعي إلي انتهاز فُرصة التشوش الحادث علي الساحة الدولية، وما تظن أنه ضوء أخضر لها لتمعِن في الاستيلاء علي الأرض واستكمال مشروعها الاستيطاني البغيض الذي يقوض احتمالات تحقيق حل الدولتين، ويجعل من الصعب إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القُدس الشرقية. ومن جانبه وجه د. مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي الشكر لمصر حاضنة العمل العربي المشترك، رئيسا وحكومة وشعبا، علي احتضانها اعمال المؤتمر الثاني لرؤساء البرلمانات العربية ، مؤكدا دعمه لمصر في حربها علي الإرهاب وبما يحقق مصلحة الشعب المصري الشقيق في العيش بحرية وكرامة..وأكد علي ان الحفاظ علي سيادة الدول العربية ووحدتها، درءا للمخاطر الحقيقية علي الأمن القومي العربي، وما تمثله دولة اسرائيل من تهديد للأمن القومي العربي من خلال احتلالها البغيض للأراضي العربية. وأكد وزير الخارجية الموريتاني اسلكو ولد ازيد بيه ممثل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، خلال كلمته بالمؤتمر علي أهمية الدور الذي يضطلع به البرلمانيون كمعبرين عن الشعوب العربية في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة وفي صدارتها الارهاب..وشدد في هذا الاطار علي ضرورة تعزيز استراتيجية مواجهة ظاهرة الارهاب والتطرف باعتبارها من أكثر الظواهر التي تهدد أمن المنطقة.