صحيح أنها ليست معركة ب »الصواريخ» و»المدفعية الثقيلة»، ولكنها مناورات أشبه ب »لعبة الشطرنج»، وحرب الكلمات والتصريحات التي تلامس »القلوب»، بهدف تقوية الموقف وبث الروح الانهزامية لدي المنافس، قبل أن يبدأ »حوار الأقدام» علي أرضية الميدان، ومبكراً بدأت »التسريبات» تخرج من معسكري »القطبين الكبيرين» الأهلي والزمالك، قبل »الديربي» المنتظر، علي كأس السوبر باستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة، في الساعة السابعة مساء الجمعة المقبل بتوقيت القاهرة »الساعة التاسعة مساءً بتوقيت أبوظبي». يلوح الأهلي ب »الأفضلية المطلقة» علي صعيد البطولة، يكفي أن حصاده منها يبلغ تسعة ألقاب، وهو ما يزيد عن ضعف ما حصل عليه الزمالك والمقاولون وحرس الحدود معاً، بالإضافة إلي التفوق التام علي منافسه التقليدي، لدرجة أن »الأحمر» حقق الفوز علي »الأبيض» في جميع المباريات الأربع التي جمعت بينهما حتي الآن، بداية من التفوق 3.1 بركلات الترجيح عام 2003، بعد التعادل من دون أهداف، وفاز الأهلي بهدفي أحمد حسن ومعتز إينو عام 2008، وبنتيجة 5,4 بركلات الترجيح عام 2014، بعد التعادل من دون أهداف، وجرت المواجهة الأخيرة باستاد هزاع بن زايد بالعين عام 2015، ورجحت كفة الأهلي 3,2، يضاف إلي ذلك ورقة الوجوه الجديدة الذين تعاقد معهم النادي في »الميركاتو الشتوي» وهم عمرو بركات والإيفواري سليماني كوليبالي وأحمد حمودي، وإن كان الأخير خارج الحسابات تماماً لعدم الجاهزية الفنية والبدنية. وأظهر »بركات الجديد» القادم من ليرس البلجيكي مستوي جيداً في تدريبات الفريق بملعب أهلي دبي، ويمتاز بالقدرة الواضحة علي صناعة اللعب.. وفي المقابل، لا يقف الزمالك ساكناً، بل يدرك تماماً أن قدراته تؤهله لتجاوز المباراة بحثاً عن اللقب الثالث، وإنهاء السطوة الحمراء، معتمداً علي العديد من الأسباب منها أن لاعبيه علي مستوي عالٍ من الكفاءة والموهبة أيضاً، بقيادة »ثلاثي الرعب» أيمن حفني ومصطفي فتحي وباسم مرسي، ويضاف إليهم الحارس أحمد الشناوي، ولن يواجه الفريق أدني مشكلة في »حراسة العرين»، حتي في حال عدم مشاركة الشناوي، لأن الفريق يملك محمود جنش »الموهوب»، ويري أنصار »الأبيض» أن الفريق لم يكن محظوظاً في »السوبر» الأخير، لأنه أهدر فرصة ذهبية لقتل المباراة تماماً، عندما أضاع محمود كهربا ضربة جزاء، والتي كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة بعد التقدم بهدف عمر جابر، كما أن عودة الأهلي للمباراة، لم تكن إلا عن طريق ضربتي جزاء تصدي لهما عبدالله السعيد، واتبعه مؤمن زكريا بالهدف الثالث، ولم يؤثر الهدف الثاني لكهربا علي النتيجة، لأنه جاء بعد فوات الأوان، ويستند الزمالك وجماهيره علي أن قرارات الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربايو كانت مثيرة للجدل!. بعيداً عن »الحرب النفسية»، تبدو الأمور متشابهة في المعسكرين، ويكفي أن الجهازين الفنيين قررا إجراء التدريبات خلف »الأسوار المغلقة»، بعيداً عن الحضور الجماهيري، لتوفير الهدوء وأقصي درجات التركيز للاعبين، وتجربة تكتيك وخطة المباراة، فضلاً عن منع الزيارات إلي مقر الإقامة، وخصص حسام البدري ومحمد حلمي فقرة ثابتة في نهاية كل تدريب لركلات الترجيح، بحثاً عن علاج مبكر ل »وجع القلوب» في حال الاحتكام إلي »ضربات المعاناة». ونقطة اتفاق أخري تكمن في أن الفريقين منحا اللاعبين راحة أمس الأول، قبل الدخول في المرحلة الأخيرة من التدريبات، وينقل الأهلي تحضيراته إلي أبوظبي بعد غد، فيما يؤدي الزمالك مرانه بملاعب نادي ضباط القوات المسلحة، وحرصت بعثة »الأبيض» علي تغيير محل الإقامة، من فندق