سادت حركة غير عادية في المنطقة التي نقيم بها، ولاحظنا تواجدا أمنيا وشرطيا في وقت كان تواجد الشرطة بشوارع القاهرة شبه معدوم. ورأيت ثلاث سيارات تحيط بمدخل العمارة التالية لناصية العمارة التي نقيم فيها. وقد جمعت بين ضباط في ملابس الشرطة وغيرهم بالملابس المدنية. واستبشرنا خيرا بهذا التواجد الأمني خاصة بعد ان عرفنا من السيد عصام رخا قائمقام شيخ الحارة ان اللواء منصور عيسوي الذي عرفناه من قبل مديرا لأمن الجيزة -قبل ان يغادرنا محافظا للمنيا- قد أصبح وزيرا للداخلية، وان من نراهم هم حرس الوزير الجديد. لكن سعادتنا لم تستمر طويلا بعد ان فوجئنا بعودة الحياة إلي سابق عهدها، ولم يعد لسيارات الحراسة والشرطة وجود بالقرب من بيتنا، حتي أمين الشرطة الذي يقف عند التقاء الشارع الرئيسي بشارع ابن الطيب انصرف بدوره بعد ان كان مكلفا بمنع مرور السيارات المخالفة القادمة من ناحية شارع الجامعة في عكس الاتجاه. وتصورت ان المواطن منصور عيسوي قد أوجد لنفسه اقامة جديدة تناسب منصبه الوزاري، أو ان شخصا اخر تولي هذا المنصب بعد تعديل وزاري سريع لم يعلن عنه، وان حراس الوزير انتقلوا إلي المقر الجديد للوزير سواء كان هو جارنا العزيز أو كان شخصا آخر. وتبين لنا خطأ ما ذهبنا إليه وتأكد لدينا ان منصور عيسوي لا يزال وزيرا للداخلية كما انه لا يزال يقيم بجوار محل إقامتنا. وتردد بين العاملين بالمحلات التجارية المحيطة بنا ان رجال الحرس أفادوا عند انصرافهم ان السيد الوزير أصدر أوامره بصرفهم وعدم وضع حراسة علي شخصه أو علي مكان اقامته وعدم السماح لسيارات الشرطة بالتواجد أمام مدخل بيته باستثناء سيارة واحدة عندما تأتي لتقله إلي حيث يعمل، أو تعود به إلي بيته. واسترجع الجيران قصصهم عن الرجل عندما كان مديرا لأمن الجيزة وقالوا انهم كانوا يشاهدونه يسير وحده من بيته إلي مديرية الأمن التي يرأسها، كما انه لم يكن يستأثر بحراسة خاصة في ذلك الوقت.. وأظن ان اللواء منصور عيسوي هو وزير الداخلية الوحيد الذي يعيش حياته مثل أي مواطن من أبناء منطقتنا، ولم نسمع عن وزير داخلية غيره يرفض تواجد حراسة عند بيته. ولم يكن ذلك مقبولا في أي وقت سابق، فكيف يكون مقبولا في فترة تتسم بعدم الاستقرار. من أجل ذلك نتمني ان يرجع اللواء منصور عيسوي عن قراره، ونحن نتمني ذلك بدافع اناني ولاعتبارات خاصة بنا وبسائر الجيران، منها ان وجود الحراسة سيوقف مرور السيارات في الاتجاه المعاكس امام بيتنا وسيوفر لنا سيولة مرورية بفضل تكثيف الأمن ورجال المرور حول محل اقامته ما دام وزيرا للداخلية، بل وبعد ان يصبح وزيرا سابقا. ونسأل الله لنا وله العافية.