علي مدار امس كان »قمح التبريد» هو محور الاهتمام في وزارتي الزراعة والري بعد التقرير الذي اعده مركز البحوث الزراعية ووصف التجربة بانها غير علمية حيث عقد الفريق البحثي المتخصص بالمشروع اجتماعا برئاسة الدكتور محمد عبدالمطلب رئيس المركز القومي للبحوث المائية لاعداد مذكرة علمية وفنية حول التجربة تمهيدا لرفعها إلي رئيس الوزراء وطالبت المذكرة بتشكيل لجنة علمية محايدة من اساتذة الجامعات لتقييم التجربة بشكل منهجي وبحث امكانية تطبيقها في الظروف البيئية المصرية ومدي تأثيرها علي التركيب المحصولي والخريطة الزراعية الشتوية والصيفية. بينما اعلن الدكتور عصام فايد وزير الزراعة ان هناك مخاطبات تمت بين الوزارتين قبل دخول التجربة إلي حيز التنفيذ في اطار التنسيق الدائم بين الوزارتين لصالح اقتراب مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح. تصريحات الوزير كان يمكن ان تمثل تراجعا »تكتيكيا» بعد الانتقادات التي خرجت من وزارته وشككت في المشروع غير انه لم يحسم الجدل الدائر نهائيا بل كلف لجنة علمية من مركز البحوث الزراعية بزيارة مناطق التجربة في النوبارية والزنكلون والتل الكبير لدراسة نتائج المحصول وتقدير انتاجيته باستخدام اجهزة حديثة لاستكمال 4 تقارير يجري اعدادها وتقديمها إلي الوزير قبل رفعها إلي مجلس الوزراء ومن المقرر ان تتوجه اللجنة اليوم إلي المناطق لتقدير الانتاجية ودرجة الرطوبة وتقدير عدد الحبوب في السنبلة ومطابقتها مع ابحاث مركز البحوث الزراعية لوضع حد لحالة الجدل بين الوزارتين واشار فايد إلي ان وزارته تدعم اي مبادرة او تجربة تسهم في تأمين غذاء المصريين واضاف انه سيتم عرض النتائج التي تتوصل لها اللجنة لتقييم التجربة. من جانبه اكد الدكتور عماد فوزي، رئيس الفريق البحثي لمشروع »قمح التبريد» بوزارة الري أن التجربة ليست وليدة اليوم حيث تم تطبيقها بحثياً خلال الاربعة اعوام الماضية في مناطق جغرافية متباينة مناخياً، هي النوبارية الجديدة علي مساحة 5 افدنة في اراض رملية، وفي التل الكبير ، علي مساحة 5 افدنة اراض رملية مستصلحة ومجهدة وشرق العوينات علي اراض رملية مساحتها 31 فداناً، وفي الزنكلون علي مساحة حوضين من الاراضي الطينية القديمة تماثل اراضي الدلتا، ، وتم تجربة الزراعة بكافة الأساليب بالطرق التقليدية كبدار القمح والعفير والسطارة والميكنة، وباستخدام طرق الري المختلفة واضاف ان وزارة الزراعة شاركت في التجربة منذ بدايتها بتوفير تلك الاصناف، وتم تنفيذ التوصيات الارشادية في كل منطقة طبقا لمركز البحوث الزراعية قبل بداية المحصول وحتي اكتمال نضجه ،مشيرا إلي مناطق تطبيق التجربة في التل الكبير والعوينات والنوبارية تحت اشراف القوات المسلحة .