أخشي ان تؤدي خصوصية ثورة يناير إلي ظروف تؤذي الثورة وتضر بها. الثورة اندلعت من خلال الشباب الذي استخدم وسائل العصر الحديثة في سابقة هامة في مسار الإنسانية، وثورته حركت الشعب المصري كله الذي تتسم ثوراته بحركة خاصة تحتاج إلي تأمل طويل، لقد رأيت فلاحين وموظفين صغارا جاءوا من الوجهين القبلي والبحري للاعتصام في التحرير، وهؤلاء معظمهم لم يتعامل مع الفيس بوك، لكنها روح الثورة التي أندلعت وفقا لحركة المصريين الخاصة، في ثورة 9191 أقرب الثورات إلي ثورة يناير مع الفوارق التي تكشف عن روح يناير أكثر، ثورة 9191 كانت ضد احتلال اجنبي، وكانت نتاج أحزاب قوية، وزعامات معروفة، لكل منهم حضور قوي، أعضاء الوفد الثلاثة عشر، والزعيم الاسطوري سعد زغلول، ثورة يناير بدأت من الواقع الافتراضي، من الانترنت، واشعلت روح المصريين. لم تحركها قوي سياسية منظمة، ولم تتقدمها زعامة اسطورية لفرد. بل ان قادة الثورة من الشباب حتي الآن غير معروفين علي وجه الدقة، مما شجع بعض العناصر علي الايهام أو الادعاء بالقيادة واولوية التأثير. هنا مكمن الضعف، فلابد من إطار واضح وفعال في الواقع يجسد قوي الثورة ومبادئها، لابد ان نتعرف أكثر علي الوجوه التي تقدمت وقادت ودفعت ضريبة الدم. لابد ان يحتل هؤلاء الشباب مواقع القيادة. ثورة قام بها الشباب ويرثها من لا علاقة لهم بها، باستثناء رئيس الوزراء الأقرب إليهم فانني لا ارتاح للوزراء المحيطين به ما عدا عماد أبوغازي. معظمهم بين الستين والسبعين ثورة تعني تولي الجيل الذي قام بها الأمور، لا ان يتسلمها انتهازيون يتقلبون بين تيارات السياسة كالحرباء، مصر في حاجة لان تتجدد، لا ان تتجمد، تتجدد في الرؤي والطموحات، تماما كما جري بعد ثورة 9191 وثورة 2591.