حسم الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقائه أمس مع فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الخلاف الذي طرأ بين المشيخة ووزارة الأوقاف بشأن الجمعة المكتوبة، وعقب اللقاء التقي الأمام الأكبر مع د.مختار جمعة وزير الأوقاف الذي قال أن المقابلة كانت «أبوية». أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه بالإمام الأكبر علي دعم الدولة الكامل والمتواصل لمؤسسة الأزهر الشريف العريقة، جامعاً وجامعة، منوهاً إلي دوره المحوري في التعريف بصحيح الدين الإسلامي، والاستمرار في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام، في مواجهة دعوات الغُلو والتطرف، وذلك من أجل الحفاظ علي الصورة الحقيقية للدين الحنيف، ومواصلة مسيرة التنمية.. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف لتصحيح صورة الإسلام وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة، فضلاً عن التعريف بصحيح الدين. واستعرض فضيلة الإمام الأكبر الجولات الخارجية التي قام بها فضيلته خلال الفترة الأخيرة إلي عدد من الدول الآسيوية والأوروبية والإفريقية، والتي تهدف في المقام الأول إلي تقديم المبادئ الصحيحة للإسلام وإيضاح حقيقته السمحة ونبذه للإرهاب ولجميع أشكال العنف والتطرف، مؤكداً أن الأزهر الشريف الذي ظل وما زال يمثل منبراً للإسلام المعتدل بوسطيته وسماحته لا يدخر جهداً لإيضاح الحقائق وبيان فضائل الإسلام، الذي تحاول مجموعة من المتطرفين والإرهابيين تبرير أفعالها باِسمه وهو منها براء.. واستعرض فضيلة الإمام الأكبر الجهود الجارية للارتقاء بمستوي شباب الوعاظ بمختلف محافظات الجمهورية، وتحسين مستواهم العلمي والثقافي وزيادة إلمامهم بالقضايا المستجدة، وإعطائهم التوجيهات الإرشادية للعمل في مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوي الإلكترونية والرد علي الشبهات، والذي سيتم افتتاحه قريبًا ليكون انطلاقة كبري لمواجهة الفكر المتطرف عبر الإنترنت، بما يُسهم في القضاء علي فوضي الفتاوي، وفي رصد كل ما يُثار من شبهات ومفاهيم مغلوطة لتصحيحها والرد عليها. وبعد نهاية اللقاء استقبل شيخ الأزهر وزير الأوقاف لانهاء الخلاف حول الخطبة المكتوبة.. وأكد د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن المرحلة المقبلة ستشهد عملا جماعيا ويدا واحدة بين المؤسسات الدينية في مصر تحت قيادة الأزهر الشريف، بما يخدم مصالح الدين والوطن.. وجه الإمام الأكبر بوضع الخطط التدريبية اللازمة لرفع كفاءة الأئمة والوعاظ في مواجهة القضايا التي تحل مشكلات الناس وتلامس واقعهم والتركيز الكامل علي صقل مهارات الأئمة ورفع كفاءتهم في تحضير الخطب وإلقائها ، وشدد علي ضرورة تزويد الأئمة والدعاة بما يعينهم علي القيام بمهامهم علي الوجه الأكمل من كتب وغيرها . كما وجه الإمام الأكبر بضرورة التنسيق التام بين مجمع البحوث الإسلامية ووزارة الاوقاف ودار الافتاء في هذا المجال .. وأكد شيخ الأزهر علي ضرورة تدريب المفتين علي توحيد الفتوي والأخذ بالتيسير والتصدي للفتاوي الصادرة عن غير المؤهلين لها ونقدها.. وشدد الإمام الأكبر علي ضرورة التنسيق في اختيار موضوعات المواعظ والدروس بما يلبي احتياجات المجتمع وإبعاد غير المؤهلين والمستغلين للمنابر عن المجال الدعوي والتعامل مع الجماهير.. وقال جمعة، في تصريحات خاصة ل«الأخبار» عقب الاجتماع، إن الحاضرين في اللقاء اتفقوا علي توحيد الجهود بين جميع المؤسسات الدينية في كل ما يخدم الدين والعباد.. حضر اللقاء د. شوقي علام، مفتي الجمهورية، ووكيل الأزهر، ود. محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ود. محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ود.ابراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر. وأوضح مصدر بالأزهر الشريف أن اللقاء أكد علي ما خوله الدستور للأزهر الشريف وإمامه الأكبر في أنه المسئول الأول عن الدعوة ، ويتولي مسئولية الدعوة وبالتالي إنهاء الجدل حول موضوع الخطبة المكتوبة. عبد الرحمن عبد الحليم وضياء أبو الصفا وأحمد مجدي