تواصلت الملاحقات في تركيا أمس واستهدفت بشكل خاص وسائل الإعلام قبيل لقاء مرتقب بين الرئيس رجب طيب إردوغان وزعماء المعارضة للبحث في تداعيات الانقلاب الفاشل الذي وقع في الخامس عشر من الشهر الجاري. وأصدر القضاء التركي مذكرات اعتقال بحق 42 صحفيا بينهم نازلي ايليجاك المعروفة في تركيا بعد ساعات علي احتجاز 40 عسكريا في اسطنبول رهن التحقيق، في إطار حملة الملاحقات التي أعقبت الانقلاب الفاشل. وفي مبادرة نادرة لتوحيد الصفوف من المقرر أن يلتقي إردوغان رؤساء أحزاب المعارضة في القصر الرئاسي للتشاور معهم في آخر التطورات في البلاد ولشكرهم علي مواقفهم الحازمة ضد الانقلاب ولم توجه دعوة إلي زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمتهم بدعم منظمة حزب العمال الكردستاني التي تعتبرها أنقرة إرهابية. علي صعيد متصل، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه سيعفي عددا من السفراء من مناصبهم ممن لهم علاقة بمحاولة الانقلاب. وقال جاويش أوغلو إن العلاقات التي تربط بلاده بالولاياتالمتحدة ستتأثر في حال عدم ترحيل واشنطن للداعية فتح الله جولن المقيم في ولاية بنسلفانيا، والذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب. وأضاف أوغلو أنه سيعقد اجتماعات مع مسئولين سياسيين وقضائيين أمريكيين بشأن تسليم جولن المقيم في الولاياتالمتحدة. جاء ذلك في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام تركية أن شركة الخطوط الجوية التركية التي تديرها الدولة سرحت ما يزيد عن 100 موظف من الإداريين وأطقم الطيران في إطار ما يسمي عملية تطهير للمؤسسات الحكومية من المؤيدين للانقلاب. وبلغ عدد المعتقلين والمفصولين والموقوفين عن العمل نحو 60 ألف شخص معظمهم من العاملين في القطاع العام في أعقاب الانقلاب الفاشل. من جانبه قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية أمس إن تركيا ليست في موقع يؤهلها لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي في أي وقت قريب وإن مفاوضات انضمامها للاتحاد ستتوقف علي الفور إذا أعادت تطبيق عقوبة الإعدام.