تهديد الخارجية المصرية لإيطاليا بإجراءات مضادة في ملفي الهجرة وليبيا، رداً علي قرار برلمانها بمنع تصدير قطع غيار حربية، هذا التهديد يعني اننا علي حافة الانزلاق لمباراة في عض الاصابع بين القاهرةوروما. في مباراة كتلك لا أحد يأمن الخسائر، لكن من ينزف أكثر، وإلي أي حد تؤثر النتيجة علي مستقبل العلاقات؟، ذلك السؤال هو ما ينبغي أن يشغل بال الدوائر المعنية بالقضية في مصر. وأين كان المسئولون عن إدارة ملف قضية ريجيني كل هذا الوقت، حتي استيقظوا علي التصعيد من جانب روما؟ دخول البرلمان الايطالي طرفاً مباشراً، ومن ثم محاولة مجلس النواب المصري احتواء الأزمة المتصاعدة، يعني أن ثمة تقصيراً من جهات قضائية وسياسية ودبلوماسية، ورهاناً علي أن الزمن كفيل بدفن القضية، وإذا كان مثل هذا المنهج في التفكير صالحاً للتعامل مع قضايانا الداخلية، فإن عقلية مختلفة وراء الحدود لا يلائمها منهجنا، وبالتالي فإن ردود افعالها سوف تكون خارج حساباتنا، والدليل يتمثل ليس فقط فيما اتخذه البرلمان الايطالي مؤخراً، ولكن في التوابع المتوالية غير المتوقعة، وما اذا كان الأمر سوف يأخذ شكل حركة كرة البنج بونج التي قد تتلقفها مضارب لاعبين آخرين عناوينهم بعيداً عن القاهرةوروما. لابد من تشكيل خلية أزمة في مصر لاحتواء التصعيد الايطالي الذي لن يتوقف، إلا إذا تلقت روما رداً منطقياً في أقرب وقت، بعيداً عن فكرة الرهان علي النسيان التي لا تنجح إلا مع ضعاف الذاكرة.