الحفاظ علي وجود مصر الآمنة المستقرة.. الحرة الديمقراطية.. مسئولية كل المصريين الشرفاء. عليهم أن يضعوا أيديهم في أيدي بعضهم البعض للدفع بها بعيدا عن اللحاق بقائمة ما يجري في ليبيا والعراق والصومال وأفغانستان. حان الوقت لتتحرك وتنطلق الأغلبية الصامتة التي تجاوبت مع مبادئ ثورة 52 يناير الداعية إلي الإصلاح السياسي والتصدي للفساد وأن يكون الحكم للشعب. هذه الأغلبية الكاسحة عليها الآن ولانقاذ هذا الوطن ممارسة جميع الضغوط الشرعية من أجل العمل الجدي لتحقيق الأمن والاستقرار الذي يكفل الحياة الكريمة لكل المواطنين بلا استثناء. ان مهمتها إتاحة الفرصة لبناء مصر الناهضة التي نتطلع إليها جميعا.. دولة قوية ومتقدمة ومزدهرة يحكمها دستور نموذجي يقضي علي كل سلبيات الماضي ويمنع العودة إلي الوراء. يجب أن يكون للغالبية الشعبية دور أساسي من خلال هذا الدستور لتسيير أمور الوطن. تحقيق هذا الهدف يحتاج إلي انتخابات حرة ونزيهة قائمة علي تكافؤ الفرص لكل القوي السياسية دون تسلط أو هيمنة أو إرهاب. لا يجب ان يكون هناك مكان للانتهازيين ولا محترفي ركوب الموجات واستثمار التوجهات والنيات الطيبة في غير صالح الشعب. من الضروري أن تتضافر الجهود ومن خلال الشرعية الدستورية من أجل إبعاد أصحاب الأجندات الذين تتعارض أهدافهم مع ما تراه الغالبية الشعبية صاحبة الحق في جني ثمار اسقاط النظام السابق. يجب ان تكون المرحلة القادمة ملكا للشرفاء والعناصر الوطنية الطاهرة من أبناء مصر الذين عليهم قيادة هذا الوطن بأمانة إلي بر الأمان كي يستفيد من يعيشون علي أرضه بالأمن والأمان لهم ولأبنائهم وإخوتهم وأحفادهم. لم يعد هناك وقت للصمت والاستسلام وانما لابد ان ترتفع أصوات العاشقين لتراب هذا الوطن دون خوف أو وجل دفاعا عن استقراره. ان عليهم التصدي بكل حسم ومسئولية لكل من يعطل مسيرة العمل والانتاج حتي نعوض ما خسرناه وننطلق نحو آفاق المستقبل. واجب علي جموع الشباب الشرفاء الذين فجروا ثورة 52 يناير ان يتقدموا الصفوف دفاعا عن مبادئها وانجازاتها وحفاظا علي مصر من السقوط في هوة الضياع المدمر. ان مصر لا يمكنها بلوغ ما استهدفته مبادئ الاصلاح دون عمل وانتاج وحماية شعبية من عمليات خطف الثورة والهروب بها إلي نفق التسلط وفقدان الذات والوجود. ليس هناك من فرصة لتحقيق الطموحات والتطلعات الا من خلال رأي وتفعيل لدور الغالبية. وفقا لمبادئ الحرية والديمقراطية فإنه لابد أن يكون لهذه الأغلبية الفاعلة الكلمة العليا في مسيرة هذا الوطن الذي تأخر كثيرا في تبوؤ المكانة التي تليق به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. كل هذا لا يتأتي إلا بشجاعة التعبير عن الرأي والمواقف صراحة والاستعداد للبذل والعطاء. في نفس الوقت فإننا نحتاج إلي إفساح الطريق أمام الكفاءات والعقول التي تفكر والسواعد التي تنتج وتبني ويهمها حماية المقدرات الوطنية. إن تغليب الفوضي والانفلات والتسيب والبلطجة وتصاعد الارهاب والتخريب والتسلط والوصاية والهيمنة لا يبني الوطن الذي نحلم به. القبول بهذه العناصر سوف يقود إلي انتكاسة أخطر وإلي ضياع كل الحقوق والأحلام. يا كل شرفاء مصر.. يا كل أحرار مصر.. يا أيتها الأغلبية المهمومة بأحوال مصر والحريصة علي الا تنحدر إلي الضياع.. هذا وقتكم لانقاذها وتقديم كل غال ونفيس من أجل الحفاظ علي كيانها ووجودها.. لا مجال للسلبية.. ان وطنكم يناديكم من أجل استعادة التوازن في ظل ثورة التغيير وحمايتها من الانحراف بمسيرتها.