شهدت أروقة الأمانة العامة للجامعة العربية خلال الساعات الماضية لقاءات تشاورية بين العديد من وزراء الخارجية العرب، وممثلي الدول العربية في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية الذي يعقد لبحث الأوضاع المأساوية في ليبيا، وهو ثاني اجتماع لوزراء الخارجية العرب خلال مارس الجاري، ويبحث عددا من الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع التطورات الراهنة علي الساحة الليبية. وتشارك دول مجلس التعاون دول الخليج العربية الست، بعد أن بلورت موقفها الخميس الماضي، خلال الاجتماع الطاريء لوزراء خارجية المجلس في الرياض بعدم شرعية النظام الليبي القائم، مع الدعوة إلي الاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، أسوة بفرنسا، في الوقت الذي تقومان فيه كل من فرنسا وبريطانيا بالدفع باتجاه الاستعداد لفرض منطقة حظر جوي علي ليبيا، ويتم البحث حاليا في مسودة مشروع قرار يقدم إلي الأممالمتحدة بهذا الصدد.. وقبيل الاجتماع الوزاري العربي الطاريء بالقاهرة، دعا عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلي فرض منطقة حظر جوي علي ليبيا، وأعرب عن أمله في أن تلعب الجامعة العربية دورا في اقامتها، وان كان موسي لم يوضح كيف ستفرض المنطقة أو ما الجهة التي ستفرضها، وترك الأمر لمجلس الجامعة علي المستوي الوزاري.. وفي إطار استمرار غطرسة النظام الليبي، أكد سيف الإسلام القذافي نجل القذافي ان بلاده لم تعد ترغب في عضوية الجامعة العربية، والتي علقت مشاركة ليبيا في اجتماعاتها احتجاجا علي استخدام العنف ضد المتظاهرين المدنيين العزل.. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يجدي فرض الحظر الجوي علي ليبيا في الحد من استمرار نظام القذافي في سفك دماء المدنيين، ويضيق الخناق عليه ويدفعه إلي الرحيل؟ وإلي أي مدي تقع مسئولية العالم العربي في حماية المدنيين الليبيين؟ تباينت مواقف المحليين والمتابعين من مسألة فرض منطقة حظر جوي علي ليبيا، لكنها تتفق علي وصف وضع المعارضة المسلحة الميداني ب»الحرج«. إذ يري البعض أن فرض منطقة حظر جوي علي ليبيا لا يخدم سوي العقيد معمر القذافي، فالحظر الجوي لن يشمل المروحيات العسكرية الأشد فتكا، كما لن يعيق حركة الآليات العسكرية الثقيلة من قبيل المدفعية والدبابات، كما أن إقامة منطقة حظر جوي سيتطلب وقتا، وقد لا تصبح جاهزة إلا في منتصف أبريل، أي عندما سيكون الوضع الميداني قد تغير، ويدعو البعض إلي ضرورة مساعدة المعارضة الليبية المسلحة بطريقة غير مباشرة لتجاوز التفاوت الواضح في ميزان القوي بينها وبين القوات الموالية للقذافي، كما أن قبول الجامعة العربية لفرض الحظر قد اصبح شرطا يضعه الحلفاء الغربيون لفرض حظر جوي عليها أو أي شكل من أشكال التدخل العسكري، وإن منظمة حلف شمال الأطلسي »الناتو« والاتحاد الأوروبي اعلنا انهما لن يقوما بفعل ما لم توافق الجامعة العربية والأم المتحدة علي الرد العسكري. ويشير خبراء الدفاع في العهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلي أنه بحوزة القذافي حوالي 003 طائرة مقاتلة جاهزة للعمليات، بامكانها قصف الثوار إلا في حالة فرض منطقة حظر جوي دولي.