تراث شعبي كبير تتوارثه أجيال وراء أجيال في منطقة حلايب وشلاتين جنوبالبحر الأحمر، وينقله الآباء عن الأجداد ويحرصون علي نقله إلي الأحفاد علي مر السنين، ويظهر ذلك بوضوح في الاحتفاليات والمناسبات وخاصة الأفراح، ويأتي في مقدمة العادات الفلكلورية لأهالينا في هذه المنطقة رقصة تسمي «التربلة» أو «الهويست»، وهي رقصة يتم استخدام السيوف والدروع في استعراض جميل يؤكد معاني وقيم الشجاعة والفروسية، كما تشمل العادات والمجاملات في الأفراح رقصة اسمها «السيرة» أو «الدكولة» ويقوم فيها العريس بضرب أصدقائه بالكرباج. ويقول محمد زين أحد مشايخ منطقة حلايب وشلاتين إن رقصة التربلة تم توارثها جيلا بعد جيل، ومازال الأهالي يحافظون عليها، ويصفها بأنها تجسد مدلولا مهما لهم في الإقدام والشجاعة والفروسية حيث يجتمع الشباب في شكل نصف دائرة ويلتقط الشاب الذي سيقوم بالرقص الدرع والسيف من الأرض ويرقص بهما علي أنغام آلة وترية تسمي «التنبورة» وتتناغم معها ضربات الدفوف. ويضيف طاهر سدو شيخ مشايخ أبو رماد أن هناك رقصة تتم علي أنغام الموسيقي ويقوم العريس علي إيقاعها بضرب أصدقائه ممن أتوا لمجاملته بالكرباج علي ظهورهم وكلما زادت المجاملة أصر صديق العريس علي أن يحصل علي ضربات أكثر بالكرباج لإظهار مدي تحمله، ويكون العريس ملزما بأداء نفس الواجب ورد تلك الضربات في فرح صديقه الذي جامله مشيرا إلي أن أغلب تلك الرقصات مرتبطة بالفروسية وإظهار الشجاعة والتحمل والإقدام. ويشير سدو إلي أن هناك رقصة تسمي «الهوسييت» هي رقصة فلكلورية تشتهر بها قبيلة البشارية، ويتم خلالها الإمساك بالسيف مع الإمساك باﻷيدي اﻷخري بالدركة وهي دائرية الشكل تصنع من جلد سميك ويتباري فيها كل شابين، ويقوم كل واحد منهما باستعراض مهارته وقوته وقدرته علي التحكم بالسيف في مواجهة أي خطر أو عدو يظهر له في محيط بيئته.