تعال أيها القاريء الكريم واندهش معي إلي حد الغثيان من هذه الأحداث التي تجري أمام أعيننا جميعا، والتي تحمل مسميات تتناقض تماما وكلية مع حقيقتها، ودوافعها، وأهدافها! وللدلالة والتأكيد علي المعني الذي نستهدفه دعنا نأخذ مؤتمر الأمن النووي الذي يعقد حاليا في واشنطن بحضور حوالي 05 دولة.. خمسون دولة تتحدث وفودها بحماس هائل عن الأمن العالمي والأخطار التي تهدد البشرية بينما كل هذه الوفود تدرك جيدا ان الهدف الحقيقي وغير المعلن من هذا المؤتمر العالمي هو إيران! وهنا قد يتصور البعض انني اتعاطف مع، أو أدافع عن، إيران، والرد القاطع علي ذلك هو النفي التام وذلك لسبب بسيط هو ان إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية، وانها أرهقت العراق في حرب استمرت ثماني سنوات كاملة، وجاءت اليوم بعد اندحار العراق واعدام صدام حسين وزمرته -جاءت إيران لتعيث في أراضي العراق وتغور في جراحة، واضافة إلي هذا وذاك فإنها تعبث بالقضية الفلسطينية، وعملت علي شق ما تبقي من الصف العربي.. لكل هذه الأسباب، وغيرها، فان شبهة الدفاع عن إيران لابد ان تتبدد تماما، ولكن رغم ذلك فإننا لا يمكن ان نغفل ونتجاهل هذا النفاق العالمي في هذا الشأن، وهذا الصدد! وفي هذا السياق فلنستشهد بما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يوم الأحد الماضي عندما قال بالحرف الواحد: »ان إيران لم تتوصل بعد إلي القدرات والإمكانيات اللازمة لتصنيع سلاح نووي، وان الولاياتالمتحدة ستعمل علي حرمان طهران من تحقيق هذا الهدف« هذا ما قاله وزير الدفاع الأمريكي، أما رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية -الجنرال نيقولا ماكاروف فانه خرج بالأمس الأول ليؤكد ان بلاده علي علم بوجود مخطط أمريكي إسرائيلي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ستكون هي بمثابة الإجراء -أو الرد- الأخير علي إيران »ثم عرج بعد ذلك الجنرال ماكاروف إلي حديث تجاري عن توريد منظومة الدفاع الجوي الصاروخية »اس-003« لطهران.. هذا هو عالم القرن الحادي والعشرين الذي شاءت الأقدار ان نعايشه ونتخبط في ضلاله!