آلاف من المصريين من جميع المحافظات حرصوا على حضور الليلة الختامية لمولد السيدة زينب علي باب السيدة زينب «أم العجائز» تجمع مليون محب في الليلة الكبيرة وكل ايام مولدها، وعاشوا ساعات من الذكر والابتهالات والمديح والذكر وأنغام الشيخ التهامي .. حالة عشق تساوي فيها الجميع صعايدة وفلاحين وبهوات، فكلهم ذابوا عشقا وهاموا في موجات لا محدودة من البشر جاءت للمشاركة في الليلة الختامية لمولد «الطاهرة» المولد زحمة «بالعيش واللحمة» .. هذا هو الحال حينما تطأ قدماك المولد، الشوارع مملوءة بأمواج من البشر لدرجة تجعل الشارع الفسيح أشبه بامواج البحر المتدافعة ولا تجعلك شدة الزحام تشاهد أي شيء من المسجد إلا قبته العالية التي تمتلئ بالأنوار الحمراء والخضراء وكأنها منارة ترشدك إليها تصادفك في كل زاوية العروض الكرنفالية المتنوعة ما بين ألعاب الأطفال التقليدية وبائعي الحمص والمكسرات والأطعمة السريعة الذين بحثوا عن لقمة عيشهم في هذه الأجواء المميزة . «الله حي».. «مدد يا ستنا مدد».. «يا طاهرة يا أم العجايز» كلمات دوي صداها في السماء لتقودك إلي عتبة المسجد، حيث توجد خيام وسرادقات الطرق الصوفية التي مهدت لبدء الليلة الكبيرة بحلقات الذكر وأناشيد حب آل البيت اما البعض الاخر فاتجه الي الشوارع الخلفية والجانبية من المسجد هربا من الزحام والحصول علي استراحة من عناء السفر ، خاصة لمن قدموا من شتي بقاع مصر، ويقطع هذا الهدوء أصوات البكاء والنحيب التي يمكن أن تتابعها، لتكتشف أن مصدرها عشرات الواقفين من حول الضريح حيث يبكون بصوت عال في حين يهمس البعض لجدران الضريح بأسرارهم وحوائجهم. الشخصيات مختلفة .. فهذا زائر يرتدي ملابس أنيقة للغاية ..وهناك من يلبس جلباباً أبيض عليه حزام القماش الأخضر ويعلق حول رقبته أعدادا مهولة من السبح وهو يصيح «بركاتك يا أم العواجز يا طاهرة.. ولادك علي بابك لبوا الندا» ..وهذه سيدة تحمل اولادها وطعامها تقف وتدعي ربها وتحتفل بالليلة الكبيرة»..وهنا يقف رجل مسن لا يظهر من وجهه سوي عينيه ولحيته البيضاء الكثيفة التي تصل إلي صدره وهو وهو يحكي قصة مولد السيدة التي تخصص في روايتها. وكانت مراسم الليلة الكبيرة قد بدأت بعد صلاة العشاء واستمرت حتي الصباح، حيث اشتعلت حلقات الذكر وارتفع صوت المنشدين في حب النبي وآل بيته.. في ليلة لا تتكرر سوي مرة واحدة كل عام بينما احتشدت البلكونات في المباني القديمة بالأسر لمتابعة كل هذه المشاهد . ووسط الاجواء المملوءة بالابتهالات يرتفع دخان الشيشة من المقاهي وهتاف محبي ال البيت، كما يظهر الأراجوز أمام جمهوره ليتحدث بصوته الرفيع المميز الذي يطلق ضحكات الجمهور السعيدة، وتتعالي صيحات الإعجاب مع استمرار العرض بأداء كوميدي لأغنية لعبدالحليم أو أم كلثوم ويؤديها بطريقته الخاصة التي تجعل الأطفال يصفقون إعجابا قبل أن يخرج صاحب «الأراجوز» من وراء الستار ليتلقي التحية من الجمهور. وبين الوجوه المتعددة التي حضرت الليلة الختامية الحاجة نجية التي تقول لنا .. «أنا بحضر مولد السيدة زينب من 35 سنة ومفيش حاجة اتغيرت، المولد كما هو ولكن الناس اللي فيها الخير قلت» وتضيف: «أنا جاية من المنصورة وقاعدة علي الرصيف من نهار الأحد، أنا وجيراني ، علشان نحضر المولد ونقرأ الفاتحة للطاهرة، لأننا تعودنا الحضور قبل المولد بست أيام ومعانا أكلنا وشربنا اللي يكفينا.. وتضيف : أول لما بنيجي بنفرش الخيم في الشوارع، وبنعمل الأكل أصل إحنا من أصحاب الطريقة «الشناوية» أتباع الشيخ حسن الشناوي ومهمتنا حضور موالد آل البيت علشان الخدمة و«تقديم الأكل والشرب» لزوار «ام العجايز». ويأتي أعضاء طائفة «محبي ال البيت» من كل أنحاء مصر للاحتفال بمولد السيدة زينب ويوضح الحاج محمد التلاوي أنهم يبدأون بتحضير المؤن من شاي وسكر ولحمة وأرز قبل المولد بخمسة أيام علي الأقل، وعن عادتهم في ذبح الخرفان، والأبقار أثناء الاحتفال بالمولد أكد التلاوي أنهم يسعون في مولد السيدة للتقرب من الله من خلال إطعام وسقيا الفقراء علي حسب القدرة المالية لكل فرد. أما «عبدالرحمن السيد» بائع حلويات في مولد السيدة زينب فهو يبيع الحلويات في السيدة، منذ 7 سنوات ويقول : في هذة الفترة ربنا كرمني والفرش اتوسع، ويشير الي ان أفضل ما في المولد هو زيادة عدد الزوار موضحا ان أكثر زبائنه من الأرياف والمحافظات الأخري فهم يأخذون «البركة» وهي حلاوة المولد لأهلهم في بلادهم، سواء المشبك أو الحمص أو الملبس بأنواعه، والحمصية والسوداني، الليلة الكبيرة دائما ماتكون عونا لكل من يفكر في كسب لقمة عيش بالحلال.