عشاق الورد احتفلوا بعيد الربيع فى الحدائق والمشاتل عندما يأتي الربيع، وتتفتح أوراق الورد وتظهر، تسود لغتها بكل ألوانها بين عشاق الأزهار، الذين يتبعون مواسم كل فرد من عائلتها بالاسم، ويحرصون علي زيارة المشاتل المعروفة سواء في حديقة الأورمان بالجيزة أو في مشاتل القناطر الخيرية، من أجل ان تمتلئ العيون بالجمال والنفس بالبهجة والراحة. ورغم القيمة الاقتصادية والجمالية والحضارية للورود، إلا أن مشاتلها تعاني وعددها يتناقص مع كل عيد للربيع، ويكفي أن نعلم أن المشاتل التي كان عددها في القناطر الخيرية يصل إلي مائتي مشتل، قد تراجع مع مرور السنين ليصل إلي 4 مشاتل فقط، كما شهدت الاسواق عدداً من العوامل التي أدت إلي ضعف ربحية العائد من العمل في المشاتل، ومنها تراجع حركة السياحة كما يقول لنا الحاج محمد عبد التواب أحد اصحاب المشاتل، ويوضح ان حركة التعامل مع الفنادق والقري السياحية بمختلف المناطق قد انخفضت بدرجة كبيرة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير. ويتذكر الحاج عبد التواب وردة لفتت انتباهه وهو طفل كان اسمها «الساعة» وكانت تشبهها بالفعل، وزهرة أخري اسمها «البطة» ويقول: لم يعد للزهرتين وجود فقد انقرضت بكل أسف، اما النوع الأكثر مبيعا فهي «الوردة الناري»، فمنظرها جميل وسعرها معقول، ويشتريها التاجر بجنيه ويبيعها بخمسة جنيهات، ويواصل حديث الاسعار ويقول إن الحال ليس علي ما يرام حيث انخفض سعر نخل السياكس من 1500 جنيه إلي 500 جنيه للنخلة الواحدة ونخلة التراميا من 3000 جنيه إلي الف جنيه، حتي زهرة «الجهنمية» ذات الأشواك انخفض سعر «الصنجة» منها من 30 جنيهاً إلي 7 جنيهات، ويقول: أنا حزين علي الحال الذي وصلنا له، وأدي علي سبيل المثال إلي انخفاض عدد العمال في المشتل من 15 إلي 4 عمال فقط، كما اضطرتني حالة الكساد إلي تربية المواشي إلي جانب المشتل من أجل تحسين دخلي. ويوضح الحاج عبد التواب أن المشاتل انواع فمنها «المنتجة» أو العارضة، كما توجد زهور يتم انتاجها طوال العام، ومنها الياسمين البلدي والهندي والتركي والورد البلدي والفل المفرد والمجوز والاكونسرا، ومن الزهور الشتوية اكحوان وحنك السبع والصيفية القطيفة والناتونيا. وعلي الجانب الآخر كان هناك عشاق الورود، حيث التقينا بالحاج محمد تعلب - 73 سنة- ويقول لنا إنه يذهب للمشاتل باستمرار حيث يجد السعادة والمتعة فيها لدرجة أنه حول مسكنه إلي بستان كبير، «ويصل عشقي» لدرجة أنني عندما أعود من أي سفر من الخارج لا افتح شنطة الهدايا وأقدمها إلا إذا كانت زهوري قد تم الحفاظ عليها خلال غيابي».