شاهدها الملايين علي شاشات التليفزيون والفضائيات وهي تقف علي سلم الطائرة المصرية المختطفة بمطار لارناكا تشرف علي نزول الركاب بعد الإفراج عنهم لتوصيلهم إلي الاتوبيس، ظن الجميع انها ستغادر معهم ولكنه بعد ان اطمأنت عليهم عاودت في تصرف شجاع الصعود الي الطائرة مرة أخري. لتضرب المضيفة نهال البرقوقي المثل في الشجاعة واداء الواجب. المضيفة البطلة شعرت بانها تحمل مسئولية كبيرة علي عاتقها وان هذا دورهم كطاقم طائرة فرفضت المغادرة حتي بعد الإطمئنان بمغادرة راكب كان علي الطائرة كما انها لم تستطع ترك زملائها بمفردهم .. «الأخبار» التقت بها بمنزلها لتحكي لنا تفاصيل هذا اليوم العصيب. تقول البرقوقي انها وزميلها رئيس الطاقم كانا يقفان علي باب الطائرة يستقبلان الركاب بينما باقي الطاقم كل في موقعه بالطائرة مشيرة إن بعد انطلاق الطائرة في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا فوجئت بزميلها حازم ابو بكر يحمل ورقتين ويقدمهما لكابتن الطائرة عمرو الجمال احداهما كتب فيها :"لاتنزعج سلم هذه الورقة للكابتن" والورقه الثانية جاء فيها :"هذه الطائرة تم اختطافها واذا لم تنفذ التعليمات بالتوجه بها الي اما دولة تركيا او اليونان او قبرص فبكبسة زر قولوا علي نفسكوا انا لله وانا اليه راجعون"،واشارت نهال البرقوقي ان المتهم قام بفتح الجاكيت الذي يرتديه لزميلي حازم قبل ان يسلم له الورقتين وكان يقف بالدرجة السياحية في مؤخرة الطائرة خلف الركاب الذين لم يشاهدوا هذا الموقف من حسن حظهم،وقالت ان زملاءها حازم ابوبكر ونيرة الديب كانا واقفين مع المتهم حتي يقوموا بتضييع الوقت شيئا فشيئا بعد ان ابلغ كابتن الطائرة زميلي حازم بان يخبر المتهم بان طلبه سينفذ علي الفور وبالفعل توجهت الطائرة الي مطار لارناكا بقبرص. واضافت ان الركاب لم يشعروا بشيء طوال الرحلة حتي قبل الهبوط بمطار لارناكا ب20 دقيقة تقريبا. عندما لاحظ عدد منهم مسار الطائرة الظاهر علي الشاشة بالطائرة وعندما تساءلوا عما يحدث، اخبرتهم بان هناك مشكلة بسيطة وسوف يتم حلها، وعليهم الدعاء. وقالت ان زميلاتها ياسمين سبل قامت بدور كبير خلال التحدث مع المتهم وطمأنته في تنفيذ كل طلباته، مشيرة إلي انها وباقي زملائها كانوا ظاهرين امام الركاب حتي لا يصابوا بالذعر والخوف اكثر، لانهم حين كانوا يشاهدون طاقم الطائرة متماسك وهادئ كانوا يشعرون بالامل والطمأنينة الي حد كبير. وقالت نهال انه خلال الرحلة طلب المتهم جميع جوازات السفرالخاصة بالركاب واخذ يتفحصهم، وعندما هبطت الطائرة طالب بنزول جميع السيدات والاطفال، وبعد عدة دقائق اخبرنا بالسماح بنزول جميع الركاب المصريين فيما عدا 5 اجانب بينهم 3 اجانب بريطانيين وهولندي وايطالي واذا لم ينفذ طلبه فسوف يفجر الطائرة ممسكا بيده "زر التفجير المتصل بواسطة سلك للحزام الناسف، وطلب ان يجلس الركاب الاجانب علي المقاعد الاقرب للمكان الذي كان يقف فيه في ذيل الطائرة،وهو المكان المخصص للمضيفين. واستطردت المضيفة نهال ، بعد نزول الركاب المصريين طلب كابتن الطائرة عمرو الجمال من زميلي حازم ابو بكر ان يطلب من المتهم السماح لعدد من الطاقم بمغادرة الطائرة، ووافق المتهم بالفعل فطلب الكابتن مني وزميلي حازم وزميلتي نيرة بالمغادرة ، اضافت انه عقب مغادرتهم الطائرة استقبلتهم الشرطة القبرصية وقامت بتفتيشهم والتحقيق معهم حول ما حدث، وعقب ذلك توجهوا بهم الي صالة اخري والتي كان باقي الركاب يجلسون فيها، وعندما شاهدهم الركاب توجهوا اليهم واستقبلوهم بالاحضان ووجهوا لهم الشكر علي دورهم في رفع معنوياتهم ومحاولات تهدئتهم خلال الرحلة، مشيرة إلي انها هذه اللحظة التي عاشتها من فرحة وتقدير في عيون الركاب تجاههم هي لحظة لن تنساها وانها وزملاءها كانوا علي قدر المسئولية.